المغرب يراهن على الرياح البحرية ليكون رائدًا في الطاقة الخضراء بأفريقيا
في إطار سعيه لتعزيز دوره كزعيم في مجال الطاقة المتجددة على مستوى القارة الأفريقية، أطلق المغرب مناقصة دولية لاختيار استشاري لإجراء دراسة جدوى لمشروع طاقة الرياح البحرية، الذي قد يكون الأول من نوعه في إفريقيا.
وأعلنت الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (ماسن) والبنك الأوروبي للاستثمار عن بدء هذه المناقصة بهدف توفير الدعم الفني الضروري لإجراء الدراسة.
وقد تم اختيار منطقة المحيط الأطلسي قبالة مدينة الصويرة كإحدى المواقع المحتملة للمشروع، بفضل الرياح القوية ومياهها الضحلة التي توفر إمكانيات كبيرة لتوليد الطاقة من الرياح.
تأتي هذه المبادرة في إطار هدف المغرب الطموح المتمثل في توليد 52% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، حيث تسعى “ماسن” إلى تركيب ما لا يقل عن 6 غيغاواط من طاقة الرياح خلال نفس الفترة.
هذا المشروع يعكس التزام المغرب بالتقدم في مجال الطاقة المتجددة، ويأتي بعد منح البنك الأوروبي للاستثمار في سبتمبر 2022 منحة قدرها مليوني يورو لـ “ماسن” لدعم دراسة الجدوى تمهيداً لبناء مشروع تجريبي صغير.
في هذا الصدد، صرح ليونيل راباي، مدير العمليات بالبنك الأوروبي للاستثمار في المغرب، أن هذه المساعدة التقنية ستساهم في تحقيق الأهداف المناخية الطموحة للمغرب وفي تطوير قطاع جديد رائد على مستوى القارة.
من الجدير بالذكر أن أي دولة أفريقية لم تقم بعد بتطوير مشروع لطاقة الرياح البحرية، رغم أن مصر وتنزانيا وكينيا قد ناقشت هذا الاحتمال.
وإذا تم تنفيذ هذا المشروع بنجاح، فإنه سيشكل نموذجاً يحتذى به للدول الأفريقية الأخرى الراغبة في استثمار طاقة الرياح البحرية، وسيسهم بشكل كبير في تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الأمن الطاقي في المغرب والقارة الأفريقية بأسرها.