المغرب والاتحاد الأوروبي يمضيان قدماً في رحلة الهيدروجين الأخضر
تسير خطوات المغرب والاتحاد الأوروبي ثابتةً نحو تحقيق هدف فصل الهيدروجين الأخضر عن كونه مصدرًا رئيسيًا للطاقة، حيث وصل منتدى التفاهم الأول، حول اللوائح المتعلقة بالهيدروجين الأخضر، إلى مراحله النهائية من المناقشات، حسب صحيفة “أتلايار” الإسبانية.
ويُعدّ المغرب منارةً مشعةً في مجال الطاقة المتجددة، حيث يُركز بشكلٍ خاص على مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى الهيدروجين الأخضر.
ويأتي منتدى التفاهم هذا ضمن إطار “الشراكة الخضراء بين المغرب والاتحاد الأوروبي”، التي تم توقيعها في أكتوبر 2022.
وتهدف هذه الشراكة إلى توحيد الأطر التنظيمية، لتعزيز الانتقال السلس نحو اقتصاد جديد ذي انبعاثات كربونية منخفضة، يتميز بالمرونة والشّمول.
ويمتلك المغرب أقوى التحالفات مع أوروبا وشركائها في إفريقيا، ممّا يُؤكد على أهمية تعزيز الوحدة والتعاون في مجال تحول الطاقة لمستقبل الاتحاد الأوروبي الاقتصادي.
وقد أدت الصراعات، مثل تلك التي شهدتها روسيا وأوكرانيا وحرب إسرائيل على غزة، إلى تحفيز البحث عن مصادر طاقة جديدة لأوروبا، بسبب ارتفاع تكلفة الهيدروجين.
ويُعدّ الهيدروجين الأخضر عنصرًا أساسيًا في التحول الطاقوي، حيث يتمتع بكفاءة طاقية عالية مقارنةً بمصادر الطاقة الأخرى، مما يسهم في تقليل انبعاثات الكربون، في كل من المغرب والاتحاد الأوروبي.
وتُنظم المفوضية الأوروبية “حوارات المناخ” مع الدول التي تُعدّ مصادر رئيسية للطاقة النظيفة، وتشمل قائمتها العديد من الدول. وإلى جانب المغرب، حققت الدول الأعضاء في منظمة “أوبك”، مثل السعودية والإمارات، تقدماً ملحوظًا في مجال الطاقة النظيفة.
ويُعتبر اختيار المغرب كشريك للاتحاد الأوروبي، ضمن مشروع “عرض المغرب”، جزءًا من خطة تهدف إلى تعزيز إنتاج الهيدروجين الأخضر وإنشاء طرق تجارية مستدامة في شمال إفريقيا. وتسعى هذه الخطوة إلى تحرير الاقتصاد المغربي من الاعتماد على الهيدروجين.
ويُؤكد هذا التعاون الوثيق على التزام المغرب والاتحاد الأوروبي بمعالجة أزمة المناخ وتعزيز التنمية المستدامة. ويمثل الهيدروجين الأخضر فرصةً هائلةً لكلا الجانبين، لخلق فرص عمل جديدة وتحقيق نمو اقتصادي صديق للبيئة.