“كوسومار” تُعزّز قدرتها الإنتاجية بـ 500 ألف طن إضافية لتلبية الطلب المتزايد على السكر في المغرب
تُواجه شركة “كوسومار”، المُنتج الوحيد للسكر في المغرب، تحديات كبيرة بسبب توالي سنوات الجفاف التي أدت إلى انخفاض الإنتاج المحلي من السكر الأبيض بشكل كبير.
وللمعالجة، تعتزم الشركة رفع قدرتها الإنتاجية بنحو 500 ألف طن قبل نهاية العام الجاري، لتصل إلى إجمالي 2.5 مليون طن.
وسيتمّ تحقيق ذلك من خلال تشغيل مشروع جديد لتكرير السكر الخام المستورد في الربع الأخير من العام الجاري، في وحدة الشركة الصناعية في سيدي بنور بمنطقة دكالة.
يهدف هذا المشروع إلى تعويض ضعف الإنتاج المحلي من السكر الأبيض، الذي انخفض بنسبة 30% العام الماضي إلى 224 ألف طن، بينما يُقدر الاستهلاك الوطني بـ 1.2 مليون طن.
وتُعاني زراعة البنجر والسكر في المغرب من نقص حاد في المياه بسبب الجفاف، ممّا أدّى إلى انخفاض الإنتاج بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
يُتوقع أن يُساهم المشروع الجديد في تعزيز الأمن الغذائي في المغرب من خلال ضمان توفير كميات كافية من السكر لتلبية احتياجات السوق المحلية.
كما سيُساعد على تحسين مرونة قطاع السكر في مواجهة التحديات المناخية، خاصةً الجفاف، من خلال تنويع مصادر التموين وتقليل الاعتماد على الإنتاج المحلي.
تتميز شركة “كوسومار” بنموذج عمل فريد يُشرك نحو 80 ألف فلاح شريك في عملية الإنتاج.
وقد حصل هذا النموذج على اعتراف من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة عام 2009.
وتقوم الشركة بتوقيع عقود طويلة الأمد مع الفلاحين لشراء كامل إنتاجهم، وتُقدم لهم الدعم المالي والتقني والاجتماعي.
تُعتبر “كوسومار” من أكبر الشركات قيمة سوقية في بورصة الدار البيضاء، حيث تحتل المرتبة العاشرة بقيمة سوقية تقدر بـ 18.5 مليار درهم.
وتُصدر الشركة منتجاتها إلى أكثر من 40 دولة حول العالم.
وتمتلك صناديق تقاعد وشركات تأمين مغربية أكثر من 60% من أسهم الشركة، بينما تمتلك الشركة الفرنسية “Sucden” حوالي 10% من الأسهم منذ نوفمبر من العام الماضي.
يُمثل مشروع تكرير السكر الخام الجديد خطوة هامّة من قبل شركة “كوسومار” لتعزيز قدرتها الإنتاجية وتحسين الأمن الغذائي في المغرب.
ويُساهم هذا المشروع أيضًا في دعم صغار الفلاحين وتحسين مرونة قطاع السكر في مواجهة التحديات المناخية.