صحيفة إسبانية : تعزيز المغرب ترسانته العسكرية بصفقة صواريخ أمريكية متطورة يثير قلق إسبانيا
يواصل المغرب تعزيز ترسانته العسكرية، وسط ترقب إسباني “قلق” من توالي الصفقات العسكرية بين واشنطن والرباط في الأشهر الأخيرة، خاصة مع منح وزارة الخارجية الأميركية الضوء الأخضر لبيع أنظمة صواريخ مدفعية عالية الحركة (HIMARS) بقيمة تقدر بـ 524.2 مليون دولار .
وحصول الرباط رسميًا على الصاروخ العنقودي (ATACMS) المتطور الذي يدمر عشرات الأهداف في وقت واحد بتوجيه GPS ومدى يصل إلى 300 كلم.
وأشارت صحيفة “إل إسبانيول” إلى أن تعزيز المغرب لقوته الدفاعية بالتعاون مع الولايات المتحدة يثير توجس إسبانيا، حيث رأت أن المملكة المغربية تتجه نحو تحديث كبير لقوتها العسكرية، يشمل طائرات “إف-16” الجديدة، ومقاتلات “ميراج” المتطورة، والمركبات المدرعة مثل “كوبرا 2”.
وتراقب إسبانيا “بقلق وحذر” وتيرة التسلح المغربي المتسارعة، التي تُفهم في سياق التنافس مع الجزائر وزيادة الإنفاق الدفاعي عالميًا.
ورفع المغرب من إنفاقه العسكري بأكثر من 50% في السنوات الأخيرة مقارنة بالعقد الماضي، حيث عزز قدراته العسكرية بصواريخ (ATACMS) التكتيكية التي أثبتت فعاليتها في الحرب بين أوكرانيا وروسيا.
وتتضمن الصفقة بين المغرب ووزارة الدفاع الأمريكية، الموقعة في يوليو 2023، 18 قاذفة (HIMARS) و40 صاروخًا من طراز (M57 ATACMS) بمدى يصل إلى 300 كلم، بالإضافة إلى 36 قذيفة (MLRS) موجهة من طراز (M31A2) و36 رأسًا حربيًا بديلاً من طراز (M30A2 GMLRS).
وتعد هذه الصفقة، التي تبلغ قيمتها 524.3 مليون دولار، جزءًا من برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية (FMS)، الذي يشمل أيضًا عمليات تسليم لإستونيا ولاتفيا وليتوانيا، لتعزيز التسلح في مواجهة روسيا. بينما لم يُحدد موعد تسليم منصات إطلاق HIMARS الضرورية للمغرب.
وأبرزت الصحيفة الإسبانية الخصائص المتطورة لنظام الصواريخ الجديد (ATACMS)، الذي تم تطويره خلال الحرب الباردة ودخل الخدمة عام 1990، وهو نظام هجوم أرض-أرض متوافق مع أنظمة HIMARS من تصنيع شركة لوكهيد مارتن الأمريكية.
وتتضمن النسخة الأولى (M39) نظام توجيه ذاتي يصل مداه إلى 165 كلم، ومزودة بـ 950 قنبلة صغيرة. أما النسخة الثانية (M57)، فتحتوي على 300 ذخيرة صغيرة وتستخدم توجيه GPS بمدى يصل إلى 300 كلم.
ووفق الصحيفة، فإن الصواريخ المتطورة الجديدة للمغرب تقوم بدورة ثابتة في المرحلة النهائية من الهجوم، تنشر الذخائر الصغيرة بالتساوي في نمط دائري. ويبلغ حجم كل ذخيرة كرة بيسبول، وتحتوي على شحنة شظية كروية شديدة الانفجار.
ويتم تحديث هذه الصواريخ العنقودية إلى أخرى تحتوي على رأس حربي واحد منذ سنوات، لتلبية انتهاء صلاحية الوحدات الأولى المصنعة.
و يتم تصميم نماذج بأحمال تصل إلى 230 كجم، مع مدى فعال بين 70 و300 كلم. وأصبحت النسخة (M57E1) هي الأخيرة، مع بدء الإنتاج في عام 2017، وتميزت بتحسينات في الدقة وأنظمة التوجيه والملاحة.
وتتضمن الصفقة أيضًا مركبات (GMLRS) من شركة لوكهيد مارتن، التي تتضمن رأسا حربيا يزن 90 كجم بمدى 70 كلم، وآخر بشحنة مجزأة على نفس المسافة.
هذه الصفقات تعكس التعاون العسكري العميق بين المغرب والولايات المتحدة، وتثير تساؤلات حول التوازن العسكري في المنطقة، وسط قلق إسباني من تصاعد القوة العسكرية المغربية.