السيارة المغربية 100٪..هل تُصبح المغرب منافسًا جديدًا لصناعة السيارات الأوروبية؟
قد مر أكثر من عام على الكشف عن أول سيارة مغربية مائة بالمائة، وذلك في حفل تقديم لسيارتين من إنتاج مغربي. الأولى هي نموذج أولي لسيارة عادية، بينما الثانية تعد أول نموذج لسيارة تعمل بالهيدروجين تم تطويرها في المغرب.
و يمثل كلا المشروعين مبادرات مبتكرة من شأنها تعزيز العلامة التجارية “Made in Morocco” وتعزيز مكانة المغرب كمنصة تنافسية في صناعة السيارات.
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة “Eldebate” الإسبانية إلى أن هذا الحدث لا يشكل تهديدًا مباشرًا لصناعة السيارات الأوروبية، لكن تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة ستيلانتيس، كارلوس تافاريس، تشير إلى أن المغرب قد يصبح بديلاً هامًا للإنتاج الأوروبي في ظل الظروف الحالية.
تكلفة العمالة المنخفضة هي أحد المزايا الرئيسية للمغرب، حيث تتراوح أجور عمال خط التجميع هنا بين 500 و 1500 يورو شهريًا، مقارنة بـ 1500 إلى 3000 يورو في أوروبا.
هذا الفارق الكبير في التكاليف يشكل جاذبية كبيرة للشركات الأوروبية التي تسعى لخفض تكاليف الإنتاج.
شهدت صناعة السيارات في المغرب تقدمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث نجحت في إطلاق أول سيارة SUV للبيع على نطاق واسع، تُعرف باسم “نيو” وتتوفر بنموذجين ثلاثة وخمسة أبواب، مستهدفة بيع 3000 وحدة في السنة الأولى مع خطط للوصول إلى 20000 وحدة سنويًا بحلول عام 2024.
ومع ذلك، قد يواجه دخول السيارة المغربية إلى السوق الأوروبية تحديات مثل معايير السلامة الصارمة في أوروبا. في الوقت الحالي، تفتقر السيارة لميزات أساسية مثل الوسائد الهوائية، لكن يمكن للشركة التغلب على هذه العقبات في المستقبل بفضل تعاونها المحتمل مع شركاء تقنيين أوروبيين.
تمتلك شركتا داسيا وستيلانتيس بالفعل مصانع في المغرب، حيث يتم تصنيع أجزاء كبيرة من سياراتهما التي تُباع في أوروبا.
و تتميز سيارة “نيو” المغربية بميزات تنافسية مثل حجمها المناسب للسيارات الأوروبية الصغيرة ووزنها الخفيف.
تتوفر السيارة بمحركين بقوة 82 و 115 حصانًا، مما يضمن أداءًا جيدًا بأسعار معقولة، حيث تبدأ الأسعار من 180.000 درهم للنسخة الأساسية.
وعلى الرغم من أن صناعة السيارات في المغرب لا تزال في بداياتها، إلا أنها تتمتع بإمكانيات كبيرة للنمو بفضل تكاليف العمالة المنخفضة وموقعها الاستراتيجي.
في المستقبل، قد تصبح السيارة المغربية منافسًا قويًا للسيارات الأوروبية بفضل تحسين جودتها والامتثال لمعايير السلامة الأوروبية المتزايدة.