رُوّاد الأعمال المغاربة يُحلقون عالياً بدعمٍ حكوميٍّ قويٍّ وخططٍ طموحة للتوسع في إفريقيا
في المغرب، يشهد مجال ريادة الأعمال، وخاصة في مجال التكنولوجيا الحديثة، ديناميكية متسارعة في السنوات الأخيرة. تميز هذا النمو بظهور منظومة دعم قوية للشركات الناشئة، حيث شهدنا زيادة في عدد الصناديق الاستثمارية التي تركز على تمويل مشاريع رواد الأعمال المبتكرين.
تلعب هذه الصناديق دورًا كبيرًا في تعزيز مكانة المغرب على الخريطة العالمية لريادة الأعمال، حيث احتل المغرب المرتبة الخامسة في قارة أفريقيا من حيث قيمة الصفقات الموقعة خلال العام الماضي.
وتطمح المملكة إلى المزيد من التقدم في هذا المجال، حيث تستهدف الوصول إلى المرتبة الثالثة خلال السنوات القادمة، كما أكد عمر حياني، مدير الاستثمارات في “صندوق المغرب الرقمي”.
ومع ذلك، تواجه الشركات الناشئة في المغرب مجموعة من التحديات، بما في ذلك المشاكل القانونية التي تعيق عملية إنشاء الشركات الناشئة، بحسب تقديرات عمر الحياني.
ويشمل الركود في بعض القطاعات مثل التكنولوجيا المالية، والتأمين، والصحة، على عدم استفادة الشركات من عقود حكومية، والسوق المحلية الضيقة.
من جانبه، أشار عبد العزيز خليل، أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى أهمية استثمار المغرب في إفريقيا، كما أضاف أن القطاعات الآمنة مثل القطاع المالي تعتبر محط جذب للاستثمارات، ويسعى المغرب لتعزيز دوره في القارة الإفريقية من خلال تحسين البنية التحتية وتعزيز الابتكار في قطاعات الصحة والزراعة والصناعة.
بالإضافة إلى ذلك، يشير بدر الزاهر أزرق، المحلل الاقتصادي، إلى أن الاقتصاد المغربي ما زال يتمركز بشكل رئيسي حول القطاعات التقليدية مثل التجارة والخدمات، مما يمثل تحديًا للشركات الناشئة التي تسعى للاستثمار في التكنولوجيا والابتكار.
لدعم الشركات الناشئة، أسهمت ثلاثة من كبار المستثمرين في المغرب في ضخ 44 مليون دولار في الشركات الناشئة خلال السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن يتم تعزيز هذا الدعم في السنوات المقبلة، مع التركيز على قطاعات مثل الصحة والزراعة والصناعة، سواء داخل المغرب أو من قبل المغتربين في الخارج.