هل ينجذب مصنعو السيارات الكهربائية الصينيون إلى المغرب هربًا من رسوم الاتحاد الأوروبي؟
بدأت الصين والاتحاد الأوروبي في مواجهة علنية حول صناعة السيارات الكهربائية، إذ تستعد بروكسل لفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على السيارات الكهربائية الصينية، وذلك بعد أقل من أسبوع من توقيع اتفاقية استثمارية بقيمة 1.3 مليار دولار بين بكين والرباط لإنشاء مصنع استراتيجي لبطاريات السيارات الكهربائية.
و اتهمت أورسولا فون دير لايين، رئيسة المفوضية الأوروبية، الصين بدعم شركات تصنيع السيارات بشكل غير قانوني وتشويه المنافسة، وأعلنت عن بدء تحقيق في سبتمبر 2023 لفرض رسوم جمركية إضافية تصل إلى 25%.
يسعى الاتحاد الأوروبي لزيادة قيمة الرسوم الجمركية على السيارات الصينية، التي تبلغ حاليًا 10%، بناءً على ضغوط من الولايات المتحدة، بهدف تشكيل جبهة موحدة ضد هذه السيارات.
من جهتها، رصدت وكالة “رويترز” إمكانيات الصين في مواجهة هذه التحركات الأوروبية، من خلال تأسيس قواعد إنتاج بأسعار منافسة خارج الاتحاد الأوروبي، مع الإشارة إلى المغرب كوجهة محتملة لإنشاء منصات جديدة للصناعات، بما في ذلك تصنيع البطاريات.
التقرير أشار أيضًا إلى خيارات بكين المحتملة لمواجهة الإجراءات الأوروبية، مثل استثمارات في التصنيع داخل الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى توجه شركات مثل BYD وChery نحو هنغاريا وإسبانيا، واحتمالية التوسع إلى تركيا.
هذا الصراع الاستراتيجي بين الصين والغرب في سوق السيارات الكهربائية يثير تساؤلات حول دور المغرب في هذا السياق، خاصة بعد إعلان استثمار GOTION High-Tech الضخم لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية بمدينة القنيطرة، والذي يهدف إلى تعزيز قدرات المغرب في قطاع السيارات والانتقال الطاقوي.