تترقب الأسواق المالية صدور بيانات سوق العمل الأمريكية، حيث من المتوقع أن تؤثر بقوة على تحركات الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى، وعلى أسواق السلع. هذه البيانات قد تعطي مؤشراً على قرارات الفيدرالي المقبلة بشأن السياسة النقدية.
و أظهرت البيانات الصادرة عن أبريل سلبية واضحة في سوق العمل الأمريكي، حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي حوالي 175 ألف وظيفة، وهو أقل بكثير من التوقعات التي كانت تشير إلى إضافة نحو 238 ألف وظيفة.
كما ارتفع معدل البطالة إلى 3.9%، متجاوزًا التوقعات التي كانت تتوقع استقرار البطالة عند 3.8%. وفي الوقت نفسه، ارتفع متوسط الأجور بالساعة بنسبة 0.3% على أساس شهري، وهو أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى نمو بنسبة 0.4%.
هذه البيانات الضعيفة دفعت الدولار للتراجع، حيث عززت التوقعات بأن الفيدرالي قد يقترب من خفض الفائدة هذا العام.
في الفترة الماضية، صدرت العديد من المؤشرات التي تعطي إشارات سلبية حول أداء سوق العمل الأمريكي المرتقب، منها:
1. بيانات التوظيف في القطاع الخاص: أظهرت مؤسسة ADP أن التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي ارتفع بواقع 152 ألف وظيفة في مايو، وهو أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى 173 ألف وظيفة.
2. مؤشر إعانات البطالة: استقرت طلبات إعانات البطالة الأمريكية قرب مستوى 220 ألف طلب خلال الأسابيع الماضية، مما يشير إلى ارتفاع طلبات الإعانة بشكل طفيف.
3. بيانات الوظائف الشاغرة: أظهر تقرير مكتب العمل الأمريكي أن عدد الوظائف الشاغرة في أبريل بلغ 8.06 مليون، وهو أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى 8.37 مليون.
هذه المؤشرات تدل على ضعف سوق العمل الأمريكي، مما يعزز التوقعات بأن البيانات المقبلة قد تكون سلبية.
و تشير التوقعات إلى أن الفائدة الأمريكية المرتفعة قد أثرت على أداء سوق العمل في الفترة الماضية. من المتوقع أن يضيف الاقتصاد الأمريكي حوالي 182 ألف وظيفة في الشهر الماضي، وأن تنمو الأجور بنسبة 0.3% على أساس شهري. كما من المتوقع أن ترتفع البطالة إلى مستوى 3.9%.
و إذا جاءت البيانات أفضل من التوقعات، حيث يضيف الاقتصاد أكثر من 182 ألف وظيفة وتنخفض البطالة دون 3.9%، فقد يرتفع مؤشر الدولار إلى مستوى 105 أو 106 نقاط. هذا السيناريو سيعزز التوقعات بأن الفيدرالي سيؤخر خفض الفائدة، مما قد يكون له تأثير سلبي على الذهب والأسهم الأمريكية والعملات الرقمية.
و إذا جاءت البيانات أسوأ من التوقعات، حيث يضيف الاقتصاد أقل من 182 ألف وظيفة وترتفع البطالة فوق 3.9%، فقد يتراجع مؤشر الدولار إلى مستوى 104 نقاط أو أقل. هذا السيناريو سيعزز التوقعات بأن الفيدرالي قد يخفض الفائدة في اجتماع يوليو المقبل، مما قد يدفع الذهب والأسهم الأمريكية والعملات الرقمية إلى الارتفاع.
