ارتفاع اليورو مع انطلاق اجتماع البنك المركزي الأوروبي وترقب خفض الفائدة
ارتفع اليورو في السوق الأوروبية يوم الأربعاء مقابل سلة من العملات العالمية، مستأنفًا مكاسبه التي توقفت مؤقتًا بالأمس مقابل الدولار الأمريكي، ليقترب مرة أخرى من أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، وذلك مع بدء فعاليات اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي.
يستعد البنك المركزي الأوروبي لإجراء أول خفض في أسعار الفائدة الأوروبية منذ عام 2014، في خطوة تهدف إلى تيسير السياسة النقدية في أوروبا.
ومع ذلك، من المتوقع أن تكون هذه الخطوات أقل سرعة مما كان متوقعًا سابقًا، نظرًا لتسارع وتيرة التضخم مرة أخرى في مايو الماضي. هذا الضغط التضخمي قلل من احتمالات تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة في منطقة اليورو هذا العام.
في المقابل، زادت احتمالات قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بإجراء تخفيضين على الأقل في أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر ونوفمبر المقبلين، خاصة بعد صدور سلسلة من البيانات الضعيفة مؤخرًا في الولايات المتحدة.
و ارتفع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.0886 دولار، من سعر افتتاح التعاملات عند 1.0878 دولار، وسجل أدنى مستوى عند 1.0872 دولار.
و أنهى اليورو تعاملات الثلاثاء منخفضًا بنسبة 0.25% مقابل الدولار، في أول خسارة خلال أربعة أيام، بسبب عمليات التصحيح وجني الأرباح، بعدما سجل في وقت سابق أعلى مستوى في ثلاثة أشهر عند 1.0916 دولار.
ينطلق اليوم اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي، وتصدر القرارات يوم الخميس، حيث من المتوقع على نطاق واسع خفض أسعار الفائدة الأوروبية بنحو 25 نقطة أساس، في أول خفض منذ عام 2014.
ومن المرجح أن يقدم البنك المركزي الأوروبي بقيادة “كريستين لاجارد” توجيهات جديدة حول التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة الأوروبية، في ضوء التطورات الاقتصادية الأخيرة في منطقة اليورو، وخاصة تسارع التضخم في مايو الماضي.
قللت بيانات التضخم الصادرة أواخر الأسبوع الماضي في أوروبا من احتمالات تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة هذا العام. خفضت الأسواق تسعير التخفيضات من 75 نقطة أساس إلى أقل من 50 نقطة أساس هذا العام.
أظهرت بيانات هذا الأسبوع في الولايات المتحدة انكماش نشاط الصناعات التحويلية للشهر الثاني على التوالي وانخفاضًا غير متوقع في الإنفاق على البناء خلال مايو، مع تراجع فرص العمل المتاحة في أبريل للشهر الثاني على التوالي، مما يشير إلى تباطؤ الاقتصاد الأمريكي في الربع الثاني من هذا العام.
حاليًا، الفجوة بين أسعار الفائدة في أوروبا والولايات المتحدة عند 100 نقطة أساس، كأقل فجوة منذ مايو 2022، ومن المتوقع أن تتسع إلى 125 نقطة أساس هذا الأسبوع لصالح أسعار الفائدة الأمريكية.
ومع الاحتمالات القائمة حول أسعار الفائدة، من المتوقع أن تتقلص الفجوة مرة أخرى إلى 100 نقطة أساس في سبتمبر القادم ثم إلى 75 نقطة في نوفمبر، مما يعزز ارتفاع مستويات اليورو مقابل الدولار الأمريكي.
و قال الخبير الاقتصادي في بنك يو بي إس “دومينيك شنايدر”: الحدث الأبرز هذا الأسبوع هو اجتماع البنك المركزي الأوروبي، مع توقع خفض أسعار الفائدة. لذا، فإن التوجيهات المستقبلية ستكون محركًا رئيسيًا. نعتقد أن اليورو سيضعف، خاصة في ضوء ارتفاعه القوي في الأسابيع الأخيرة.
وأضاف شنايدر: إذا سمح البنك المركزي الأوروبي ببعض الوقت قبل أي خفض إضافي في أسعار الفائدة، سيرتفع اليورو مع صعود عوائد سندات منطقة اليورو مقارنة بعوائد الولايات المتحدة، ومن المحتمل أن يصل اليورو مقابل الدولار إلى فوق 1.09 دولار.
كما أضاف: إذا كانت بيانات سوق العمل الأمريكية ضعيفة هذا الأسبوع، فقد تزيد الأسواق من احتمالية خفض سعر الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لأول مرة في يوليو، مما قد يضعف الدولار الأمريكي بشكل أكبر.