اليورو يرتفع مقابل الدولار الأمريكي متوقعا اختراق حاجز 1.09 دولار
ارتفع اليورو في السوق الأوروبية يوم الثلاثاء مقابل سلة من العملات العالمية، مواصلاً مكاسبه لليوم الثالث على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، مسجلاً أعلى مستوى في أسبوع. تأتي هذه الارتفاعات وسط توقعات بمزيد من الصعود نحو حاجز 1.09 دولار، مع إمكانية الوصول إلى 1.1 دولار في المستقبل القريب.
و تعود هذه التوقعات إلى تلاشي المخاوف بشأن اتساع فجوة أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة، خاصة مع تراجع احتمالات تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة الأوروبية بعد الخفض المتوقع في يونيو المقبل، بالإضافة إلى انحسار احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام.
و ارتفع اليورو مقابل الدولار بأكثر من 0.2% ليصل إلى 1.0880 دولار، وهو الأعلى في أسبوع، من سعر افتتاح التعاملات عند 1.0857 دولار، وسجل أدنى مستوى عند 1.0850 دولار.
حقق اليورو يوم الاثنين ارتفاعًا بنسبة 0.1% مقابل الدولار، مسجلاً ثاني مكسب يومي على التوالي وسط تداولات هادئة بسبب العطلة الرسمية في بريطانيا والولايات المتحدة.
تتهيأ السوق لقيام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس في يونيو المقبل، وهذا القرار كان متوقعًا منذ فترة طويلة، لذا لن يهز اليورو كثيرًا.
و أظهرت البيانات الأخيرة في أوروبا مفاجآت صعودية، بما في ذلك نمو الاقتصاد الألماني بأفضل من المتوقع في الربع الأخير من العام الماضي، بالإضافة إلى ارتفاع معنويات المستثمرين إلى أعلى مستوياتها منذ عامين.
قلصت هذه البيانات من احتمالات تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة الأوروبية بعد الخفض المتوقع في يونيو بنحو 25 نقطة، بانتظار المزيد من الأدلة حول تطور النمو والتضخم في أوروبا خلال الفترة المقبلة.
تصدر هذا الأسبوع بيانات التضخم الرئيسية لشهر مايو في ألمانيا غدًا الأربعاء، وفي أوروبا كاملة يوم الجمعة، وستؤثر هذه البيانات بشكل كبير على تسعير احتمالات تخفيضات أخرى في أسعار الفائدة الأوروبية هذا العام.
قال كبير استراتيجيي العملات الأجنبية في بنك أستراليا الوطني، رودريجو كاتريل: “يعد البنك المركزي الأوروبي نفسه لخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، لكن الأهمية تكمن في ما يحدث بعد ذلك، ونقص التوجيه من المتحدثين باسم البنك المركزي الأوروبي يوضح هذا المعنى.”
وأضاف كاتريل أن بيانات التضخم المنتظر صدورها هذا الأسبوع ستحدد النغمة لما يمكن توقعه لمستقبل أسعار الفائدة في أوروبا.
أدى محضر الاحتياطي الفيدرالي والبيانات الاقتصادية القوية التي صدرت الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة إلى تلاشي احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بإجمالي 50 نقطة أساس في سبتمبر ونوفمبر المقبلين.
ينتظر المتعاملون هذا الأسبوع تعليقات بعض مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول تطور التضخم وأسعار الفائدة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، وبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر أبريل.
فجوة أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة حاليًا عند 100 نقطة أساس، وهي الأقل منذ مايو 2022، ومن المتوقع أن تتسع إلى 125 نقطة أساس في يونيو القادم لصالح أسعار الفائدة الأمريكية.
وقد سعّر اليورو بالفعل هذا التوقع بعد الهبوط لأدنى مستوى في خمسة أشهر في وقت سابق من أبريل الماضي، وأصبح التركيز الآن على ما سيحدث بعد القرار المتوقع في يونيو.