الشركات

كيف نجحت شاومي الصينية في تقديم ما أخفقت فيه آبل؟

طرحت “شاومي” – الاسم المألوف في الصين بصناعة الجوالات الذكية والأجهزة المنزلية – في أواخر مارس أولى سياراتها الكهربائية وهي “إس يو 7″، وسجلت بداية قوية إذ سلمت أكثر من 10 آلاف وحدة منها منذ أوائل أبريل.

وأصبحت ثامن أكبر الشركات الناشئة للسيارات الكهربائية في الصين بدلاً من العلامة التجارية “أفاتار إي في”، وذلك بعدما باعت 7058 وحدة من السيارة الجديدة في أبريل، وتستهدف تسليم أكثر من 100 ألف وحدة هذا العام، مما يضعها في منافسة قوية مع “فولكس فاجن” التي سلمت 13.108 ألف سيارة كهربائية في الشهر الماضي ضمن سلسلة “آي دي” من خلال مشروعين صينيين مشتركين.

بينما كانت “بي واي دي” – المدعومة من الملياردير “وارن بافت” – في صدارة تصنيفات مبيعات السيارات الكهربائية في الصين الذي يعتمد على بيانات منصة “دونجتشد” التابعة لـ “بايت دانس” – بـ 120.234 ألف وحدة في أبريل، في حين بلغت مبيعات الأمريكية “تسلا” 31.421 ألف وحدة.

وقد يعزز دخول الشركة التي يقع مقرها في بكين لسوق السيارات الكهربائية المزدحمة في الصين التقلبات بأكبر سوق للسيارات في العالم التي تشهد بالفعل حرب أسعار شرسة مع تباطؤ الطلب.​

العلامات التجارية التي تهيمن على سوق سيارات الطاقة الجديدة في الصين في 2023

العلامة التجارية

الحصة السوقية

بي واي دي

%32.9

تسلا

%8.4

أيون

%6.0

ويلنج

%5.8

ويبلغ مدى قيادة “إس يو 7” بالشحنة الواحدة 500 ميل (804.67 كيلومتر)، ويتراوح سعرها بين 30 ألفا إلى 42 ألف دولار، بينما يبلغ مدى “تسلا موديل 3” 606 كيلومترات، وسعرها في الصين أعلى بحوالي 4 آلاف دولار عن سيارة “شاومي”.

كيف نجحت “شاومي” في تقديم ما أخفقت فيه “آبل”؟

النقطة

التوضيح

صُنع السيارات أمر صعب للغاية

“شاومي” هي ثالث أكبر الشركات المصنعة للجوالات الذكية في العالم بعد “آبل” والكورية “سامسونج”، لكنها لم تكتف بذلك وتقدمت خطوة إضافية ونجحت في طرح ما أخفقت فيه شركة التكنولوجيا الأمريكية.

أعلنت “آبل” أواخر فبراير تخليها عن حلم تصنيع السيارات الكهربائية الذي كانت تعمل عليها منذ ما يقرب من عشر سنوات.

ذكر “لي جون” المؤسس والمدير التنفيذي لـ “شاومي” خلال عرض تقديمي سابق في بكين: في السنوات الثلاث التي قضيتها في تطوير هذه السيارة، أهم ما أدركته هو أن صُنع السيارات أمر صعب للغاية، حتى شركة كبرى مثل “آبل” تخلت عنه.

وعلق على إنهاء “آبل” لمشروعها للسيارات الكهربائية بأنه صُدم بالقرار، واستشهد بمؤسس صانعة الآيفون الراحل “ستيف جوبز” كمصدر إلهام أساسي له ليصبح رائد أعمال.

عوامل داعمة

في السنوات الأخيرة، انكمشت حواجز تصنيع السيارات مع ظهور المركبات الكهربائية.

يرى “بول جونج” مدير أبحاث السيارات في الصين لدى “يو بي إس” أن السيارات الكهربائية الجديدة أصبحت أشبه أكثر بالحواسب التي تعمل ببطاريات وتسير على عجلات.

وسعيًا لتوفير الوقت والتكاليف، اتبعت الشركات الناشئة ممارسات من “تسلا” وغيرها، واعتمدت على خبراتها الخاصة في تطوير المنتجات وانضمت إلى سلسلة توريد السيارات التي تتطور سريعًا في الصين.

اختارت “شاومي” 6 آلاف شخص للعمل على مشروع السيارة بعضهم تم تعيينهم من شركات كبرى مثل “بورش” و”بي إم دبليو”، والبعض الآخر تم نقلهم من أقسام أخرى.

هل ستنجح “شاومي في النهاية؟

أقر الملياردير “لي” بأن شركته ستخسر أموالاً في كل سيارة تبيعها في الوقت الحالي، وأنه لتحقيق الربح يتعين عليها إنتاج من 300 إلى 400 ألف وحدة من “إس يو7” كل عام.

لكنه أضاف أن “شاومي” لديها احتياطات نقدية كافية لمواجهة أي منافسة شرسة في السنوات الخمس المقبلة.

لذلك مع الوقت سيتضح ما إذا كان “لي” اتخذ القرار الصحيح من خلال دخول سوق السيارات الكهربائية، أو ما إذا كان ينبغي على “شاومي” الانحراف بعيدًا كما فعلت “آبل”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى