مبيعات الإسمنت بالمغرب تتجه نحو أرقام قياسية بدفع من مشاريع البنية التحتية وبرنامج دعم السكن
بعد أداء واعد في الربع الأول من عام 2024، تتجه مبيعات الإسمنت في المغرب نحو تحقيق أرقام جديدة تعتبر “قياسية” بنهاية كل شهر، ويتوقع الخبراء أداءً متميزًا على مستوى السنة بأكملها، ما يعني تجاوز قطاع البناء والأشغال العمومية “ركودًا موروثًا” من تداعيات جائحة كوفيد-19 التي أثرت على الاقتصاد المغربي.
و تؤكد الأرقام الجديدة الصادرة حديثًا عن “الجمعية المهنية لشركات الإسمنت” هذا الاتجاه، حيث أفادت المهنيون أن مبيعات الإسمنت تجاوزت 4.10 ملايين طن بنهاية أبريل 2024، بارتفاع نسبته 3.5٪ مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
وفقًا لبيانات الجمعية، بلغت مبيعات الإسمنت في أبريل 867,743 طنًا، بزيادة واضحة بنسبة 21.11٪ مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق.
بالنظر إلى الفئات، تصدّرت مبيعات الإسمنت الموجهة للتوزيع بما يعادل 2.37 مليون طن، تلتها مبيعات الخرسانة الجاهزة للاستخدام، ثم الخرسانة المعدة مسبقًا، وقطاع البناء، والبنية التحتية، بالإضافة إلى الملاط.
يؤكد إدريس الفينة، خبير اقتصادي مهتم بقطاع العقارات والتعمير، على أهمية الزيادة الملموسة في مبيعات الإسمنت في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، مرتبطة بدينامية المشاريع الكبيرة للبنى التحتية، مشيرًا إلى أن تخصيص الحكومة لميزانية تتجاوز 180 مليار درهم لقطاع البناء والأشغال العمومية ساهم في ذلك.
ويتوقع الفينة زيادة تتراوح بين 5٪ و 7٪ في مبيعات الإسمنت هذا العام، بفضل المشاريع الكبيرة للبنية التحتية وقطاع السكن.
من جهته، يرى أمين مرنيسي، خبير في العقارات، أن ارتفاع مبيعات الإسمنت يعكس دينامية الأوراش الراهنة والمشاريع الكبيرة للبنية التحتية، مشيرًا إلى استعداد المغرب لكأس العالم 2030 كعامل محرك لهذا النمو.
برنامج الدعم المباشر للسكن الذي بدأ في بداية عام 2024 أيضًا يُعتبر عاملاً مهمًا في زيادة الطلب على الإسمنت، مع توقعات بزيادة مستمرة في استهلاكه في السنوات المقبلة.