بعد النجاح الاستثنائي .. كيف سيكون حال بيركشاير هاثاواي بدون بافت؟ وما مصير استثماراتها في الأسهم؟
من المقرر أن تعقد المجموعة الاستثمارية “بيركشاير هاثاواي” الاجتماع السنوي للمساهمين في الرابع من مايو 2024، لكنه سيكون مختلفًا هذه المرة بسبب غياب “تشارلي مونجر” -الذي كان بمثابة الذراع اليمنى للملياردير “وارن بافت” وصديقه وشريكه لفترة طويلة- عن الاجتماع للمرة الأولى على الإطلاق.
وتوفى “مونجر” الذي كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة “بيركشاير” في نوفمبر 2023 عن عمر يناهز 99 عامًا.
وسيكون “بافت” -البالغ من العمر 93 عامًا- في صدارة الاجتماع السنوي كالمعتاد، لكن يبحث المستثمرون هذه المرة بصورة متزايدة عن دلائل حول الشكل الذي ستكون عليه الشركة عندما يتوقف المدير التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة عن قيادتها.
وحقق المستثمر الشهير الملقب بـ “حكيم أوماها” نجاحًا استثنائيًا في قيادة المجموعة -التي تبلغ قيمتها السوقية 880 مليار دولار- وتشمل شركة السكك الحديدية “برلينجتون نورثن سانتا في” و”بيركشاير هاثاواي إنرجي” التي تدير عددًا من المرافق الكهربائية في أمريكا، وثالث أكبر شركة للتأمين على السيارات في البلاد “جيكو”.
إلى جانب وحدات أصغر، منها الشركة الرائدة في مجال السفر بالطائرات الخاصة “نت جيتز”، وواحدة من أكبر شركات الوساطة العقارية في أمريكا، فضلاً عن محفظة أسهم تزيد قيمتها على 350 مليار دولار، تضم عددًا من الشركات على رأسها “آبل”.
ويدير “بافت” الشركة بطريقة لا مركزية على نحو استثنائي إذ يترك عملية اتخاذ القرارات الرئيسية في الشركات التابعة إلى حدٍ كبير لمديريها، وأثبتت تلك الاستراتيجية نجاحها، إذ من المتوقع أن تسجل المجموعة أرباحًا تشغيلية بعد خصم الضرائب بقيمة 40 مليار دولار هذا العام.
وارتفع سعر سهم المجموعة من الفئة “A” إلى أكثر من 600 ألف دولار من 20 دولارًا منذ بدء “بافت” قيادة الشركة في 1965، كما ارتفعت أسهم الفئة “B” المملوكة على نطاق واسع بحوالي 20 ضعفًا منذ 1996.
من يتولى إدارة “بيركشاير هاثاواي” في الوقت الحالي؟ |
|||
المسؤول |
العمر |
المنصب |
ملاحظات |
وارن بافت |
93 |
رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي |
يدير الشركة منذ عام 1965 |
جريج أبيل |
61 |
رئيس العمليات غير التأمينية |
ربما يكون خلفًا لـ “بافت” |
أجيت جاين |
72 |
يدير أعمال التأمين |
ربما يتقاعد في حقبة ما بعد “بافت” |
تود كومز |
53 |
يدير الاستثمارات، ويشغل منصب المدير التنفيذي لشركة تأمين السيارات “جيكو” |
قد يدير الشركة بعد “أبيل” |
تيد ويشلر |
61 |
يدير نسبة 10% من محفظة الأسهم مع “كومبس” |
— |
ولكن يبرز التساؤل حاليًا، هل سيستمر ذلك النجاح بمجرد توقف “بافت” عن إدارة هذا الكيان؟ ولأن الملياردير يلعب دورًا بارزًا في أعمال المجموعة فسيتقاسم دوره أربعة أو خمسة أشخاص، ومن المقرر أن يصبح “أبيل” المدير التنفيذي خلفًا له.
ما مصير المحفظة الاستثمارية؟
حاليًا يدير كل من “تود كومز” و”تيد ويشلر” حوالي 10% من استثمارات “بيركشاير” في الأسهم، ومن المحتمل أن يديرا المحفظة بأكملها بعد “بافت”، ويتشارك “كومز” و”ويشلر” في نفس الرؤية الاستثمارية لـ “بافت” وهي العثور على شركات جيدة مع فرق إدارة قوية تتداول بأسعار جاذبة.
ويجتمع “كومز” و”ويشلر” بانتظام مع “بافت” في أوماها، لكن “كومز” بدأ بالانتقال إلى “جيكو” التابعة عندما تم تعيينه لإدراتها في 2019، لكنهما يعملان بشكل مستقل عن “بافت” الذي لا يزال يدير الغالبية العظمى من محفظة “بيركشاير”.
ووصف الملياردير قرار تعيين “كومز” و”ويشلر” بأنه أحد أفضل القرارات التي اتخذها، وأوضح في عام 2017 قائلاً: ليس عليهم أن يراجعوني قبل أن يشتروا أو يبيعوا أي شيء، في بعض الأحيان قد يتحدثون معي بشأن شيء ما يقومون به، وفي أحيان أخرى، ألقي نظرة على الملخص الشهري الذي أحصل عليه وأرى ما اشتروه أو باعوه.
وخلال السنوات الأولى من عملهم بالشركة، حقق “كومز” و”ويشلر” بعض المكاسب المذهلة -ما دفع “بافت” للثناء على أدائهم- وساعدت الاستثمارات في شركات منها “ماستر كارد” و”فيزا” المديرين في تحقيق أداء أعلى من “إس أند بي 500” في عامي 2012 و2013.
لكن في السنوات التي تلت ذلك كان أداء محافظهما الاستثمارية يتخلف في كثير من الأحيان عن مؤشر “إس أند بي 500” وأداء “بافت”.
وهو ما أقر به “بافت” نفسه في عام 2019 عندما قال إن “كومز” و”ويشلر” كان متخلفين قليلاً عن أداء المؤشر.
وبحسب تحليل أجرته “فاينانشال تايمز” فإن “كومز” و”ويشلر” حققا أداءً أقل من مؤشر الأسهم الأمريكية في 7 من أصل عشر سنوات خلال العقد الماضي.
مقارنة توضح أداء “كومز” و”ويشلر” في العقد الماضي |
|
المستثمر |
متوسط العائد السنوي على مدى العقد الماضي |
كومز وويشلر |
%7.8 |
وارن بافت |
%10.2 |
مؤشر إس أند بي 500 |
%12 |
وارتفعت قيمة محافظهما الاستثمارية -البالغة حاليًا حوالي 27 مليار دولار- بما يقرب من 113% خلال العشرة أعوام الماضية، مقارنة مع مكاسب “بافت” البالغة 165% في نفس الفترة، والعائد الإجمالي لـ “إس أند بي” البالغ 211%.
ويعد أداء “كومز” و”يشلر” واستراتيجتهما الاستثمارية في مقدمة أولويات المساهمين بسبب الإرث الاستثماري الضخم الذي سيتركه “بافت”.
على سبيل المثال، ذكر “كريستوفر روسباخ”، الذي يستثمر في الشركة نيابة عن شركة إدارة الاستثمار “جيه ستيرن”: لقد أسس “بافت” سجلاً استثنائيًا من الاستثمار، ووضع مبادئ وتوجيهات واضحة أرشدت أجيالاً من المستثمرين، إنها مسؤولية كبيرة تتعلق بالمضي قدمًا ومن المهم أن يدرك المستثمرون ذلك .