بعد تجاوزه 10 آلاف دولار .. هل يحتاج العالم للمزيد من النحاس؟ وإلى أين تتجه أسعاره؟
ارتفعت أسعار النحاس بحوالي 17% خلال العام الحالي حتى الآن على الرغم من ضعف السوق الصينية وارتفاع الدولار مقابل العملات الرئيسية.
ووصلت الأسعار في نهاية الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى لها في حوالي عامين عند 10 آلاف دولار للطن مع تزايد الطلب، ومخاوف المعروض الناجمة عن انخفاض إمدادات المناجم.
هل يحتاج العالم للمزيد من النحاس؟ وإلى أين تتجه أسعار المعدن؟ |
||
النقطة |
|
التوضيح |
دور النحاس في التحول نحو الطاقة النظيفة
|
|
يدخل النحاس في إنتاج عدد من المنتجات، إذ تحوي السيارة في المتوسط 29 كيلوجرامًا منه. كما أن السيارات الكهربائية تستخدم أكثر من ضعف قدر النحاس الذي تستخدمه السيارات العاملة بالبنزين. إلى جانب الحاجة لملايين من الأسلاك النحاسية لبناء الشبكات الأكثر تعقيدًا التي يمكنها التعامل مع الكهرباء التي تنتجها مصادر الطاقة المتجددة اللامركزية وموازنة إمداداتها المتقطعة. وتتطلب مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح قدرًا أكبر من النحاس لكل وحدة من الطاقة المنتجة مقارنة بمحطات الطاقة المركزية العاملة بالفحم والغاز. تشير دراسة أجرتها “إس أند بي جلوبال” إلى أن تحقيق مستهدفات الوصول لصافي انبعاثات كربونية صفرية سيتطلب مضاعفة الطلب السنوي على النحاس بحلول 2035 إلى 50 مليون طن متري. |
لماذا تتراجع الإمدادات؟
|
|
تعرضت إمدادات النحاس العالمية لضغوط مع اقتراب المصاهر الصينية من الحصول على الموافقات التنظيمية لخفض الإنتاج، إلى جانب نقص المعروض الناتج عن الاضطرابات في المناجم الرئيسية وخاصة في زامبيا. على الرغم من أنه يتم إعادة تدوير المزيد من النحاس إلا أن ذلك لن يكون كافيًا لتغطية الطلب، لذلك فإن البديل الوحيد هو المزيد من التعدين. ونظرًا لأن النحاس يعد بمثابة محرك كلاسيكي للاقتصاد العالمي، لأنه يرتفع وينخفض جنبًا إلى جنب مع الإنتاج الصناعي، فإن شركات التعدين تتوخى الحذر بشأن زيادة طاقتهم الإنتاجية خوفًا من انخفاض الطلب. كما أن استخراج الرواسب الجديدة أصبح أكثر صعوبة وتكلفة، لأن هناك حاجة لاستخراج المزيد من الصخور لتأمين نفس الكمية من المعدن، فضلاً عن أن التدقيق المتزايد في التكاليف البيئية لتعدين النحاس لا يشجع على المزيد من الاستثمار. وحسب تقديرات “جولدمان ساكس”، تحتاج الصناعة لإنفاق 150 مليار دولار على مدى العقد المقبل لمعالجة العجز السنوي المتوقع في المعروض والبالغ قدره 8 ملايين طن. وترى كل من “ترافيجورا” و”بلاك روك” أنه لتحفيز ذلك النوع من الإنفاق في الصناعة، فإن شركات التعدين ستحتاج لارتفاع الأسعار لمستويات قياسية. وتسعى كبار الشركات في الصناعة لزيادة إنتاجها، على سبيل المثال عرضت “بي إتش بي جروب” مؤخرًا الاستحواذ على “أنجلو أمريكان”. لكن رفضت “أنجلو أمريكان” العرض البالغة قيمته 39 مليار دولار لأنه يقلل بشكل كبير من قيمة الشركة المنتجة للنحاس وغيره من المعادن وآفاقها المستقبلية. |
توقعات الأسعار |
|
يتوقع “سيتي جروب” ارتفاع أسعار النحاس إلى 12 ألف دولار للطن خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مدفوعة بانخفاض حاد في مخزونات المعدن في بورصتي لندن للمعادن وشنغهاي للعقود الآجلة في تلك الفترة. في حين ذكر استراتيجيو “بنك أوف أمريكا” أن نقص مشاريع التعدين أصبح يشكل مشكلة متزايدة بالنسبة للنحاس، إلى جانب الاستثمار في التقنيات الخضراء وانتعاش الاقتصاد العالمي، وهو ما من شأنه رفع الأسعار إلى 10.25 ألف دولار للطن بحلول الربع الرابع من هذا العام. |