خبير إقتصادي : حان الوقت لإعادة النظر في سياسة تحرير أسعار المحروقات بالمغرب
يُحذر الحسين اليماني، القيادي النقابي ورئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول، من تداعيات ارتفاع أسعار المحروقات، خاصةً مادّة الغازوال، على القدرة الشرائية للمواطنين، مُقارنًا بين الأسعار قبل وبعد تحريرها أواخر عام 2015.
ففي ظلّ استقرار سعر برميل النفط عند 150 دولارًا عام 2008، لم يتجاوز سعر لتر الغازوال 8 دراهم، بينما تضاعفت قيمته لتصل إلى 13 درهمًا كحدّ أدنى بعد جائحة كورونا وموجة التضخم وارتفاع الأسعار العالمية.
ويُقدّم اليماني مثالًا لحالة أستاذ يضطرّ للتنقّل يوميًا لمسافة 100 كيلومتر ذهابًا وإيابًا بسيارته التي تستهلك 6 لتر من الغازوال، ممّا يعني زيادة في تكاليف النقل تصل إلى 600 درهم شهريًا.
ويُشير إلى أنّ هذه الزيادة المباشرة لا تُمثّل سوى جزء من التكاليف الإضافية التي يتحمّلها المواطن، ناهيك عن الارتفاع غير المباشر في أسعار السلع والخدمات.
ويُطالب اليماني بإعادة النظر في قرار تحرير أسعار المحروقات، إما من خلال إلغائه أو تخصيص تعويضات مُباشرة للطبقات الفقيرة والمحدودة الدخل، بدلًا من الاكتفاء بالزيادة العامة في الأجور التي تُناقش في إطار الحوار الاجتماعي.
ويُؤكّد على أنّ رفع الدعم عن المحروقات قد حقّق أرباحًا فاحشة للشركات العاملة في القطاع، دون أيّ تحسين في الخدمات العمومية، ممّا يجعل المواطن الضحية الوحيدة لهذه السياسات.
ويُشدّد اليماني على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة تداعيات ارتفاع أسعار المحروقات، حفاظًا على القدرة الشرائية للمواطنين واستقرار الأوضاع الاجتماعية.