المغرب وجهة استثمارية جاذبة: دعوة روسية للاستثمار في الصناعات الغذائية والكيميائية
يبدو أن تطور العلاقات الودية بين روسيا والمغرب يشكل أساسًا لتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما، حيث أعربت موسكو بشكل علني عن رغبتها الكبيرة في تطوير الاستثمارات والتبادل التجاري مع الرباط.
وقد شهدت هذه العلاقة تسارعاً في الآونة الأخيرة، حيث قامت الحكومة الروسية بدعوة رجال الأعمال ورجال الأعمال الصغيرة والمتوسطة في منطقتي أنجارا وإيركوتسك لمناقشة فرص الاستثمار في المغرب.
تعمل الحكومة الروسية بجدية في السنوات الأخيرة على توسيع نفوذها في المغرب، الذي يعتبر تقليديًا منطقة نفوذ لفرنسا والولايات المتحدة.
يشمل التعاون بين البلدين مختلف القطاعات مثل التجارة، والثقافة، والسياحة، والطاقة النووية السلمية، بالإضافة إلى التعاون العسكري. ويأتي هذا التطور في سياق تغير السياسة الخارجية المغربية، حيث يسعى المغرب إلى توسيع دائرة شركائه الدوليين بعيدًا عن التوجه الأوروبي السابق، خاصة بعد تبني موقف حيادي إيجابي تجاه النزاع في أوكرانيا.
وفي إطار هذا التقارب، دعت الحكومة الروسية رجال الأعمال في منطقتي إيركوتسك وأنجارا للمشاركة في مؤتمر عبر الفيديو مع الممثل التجاري الروسي في المغرب، والذي سيقام في 22 مارس.
وقد تكلفت الحكومة الروسية بتنظيم هذا المؤتمر الاقتصادي بشكل مجاني لكل رجال الأعمال والمستثمرين الراغبين في التعرف على فرص الاستثمار في المغرب.
و من اللافت أن المنطقتين المستهدفتين في هذه المبادرة لم تكنا تحظى بحصة كبيرة من التجارة مع المغرب، حيث تمثل حصة منطقة إيركوتسك في التجارة الخارجية مع المغرب أقل من 1٪. ومع ذلك، فإن الحكومة الروسية تشجع الشركات في هاتين المنطقتين على استكشاف الفرص الاستثمارية في المغرب، خاصة في مجالات صناعة المواد الغذائية والكيميائية.
ويتوقع أن تكون الزيارة التجارية الروسية إلى المغرب في شهر مايو القادم فرصة لتوطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وعلى الرغم من انخفاض حجم التجارة بينهما في عام 2022، إلا أن العلاقات بين المغرب وروسيا تشهد تطوراً مستمرًا، مما يعكس التوجه نحو تعزيز التعاون الاقتصادي وتنويع الشراكات الدولية.