الاقتصادية

إسرائيل تفقد لقب “عاصمة التكنولوجيا الناشئة”..هروب “المستثمرين الملائكيين”

تشهد إسرائيل، التي كانت لفترة طويلة تعتبر عاصمة عالمية للشركات الناشئة، تحولاً ملحوظاً في آفاق الاستثمار، حيث بات المستثمرون الملائكيون، وهم الذين يستثمرون من أموالهم الخاصة في شركات المرحلة المبكرة، يبتعدون عنها.

على مدى الثلاثين عاماً الماضية، نجحت إسرائيل في تعزيز مكانتها كمركز عالمي للشركات الناشئة، خاصة في مجال التكنولوجيا، حيث أصبحت جاذبة للمستثمرين الباحثين عن الفرص الواعدة. لكن واقع الاستثمار في إسرائيل تغير بسرعة خلال العام الماضي وفقاً لمؤشر “المستثمرين الملائكيين”.

مؤشر “المستثمرين الملائكيين” هو مقياس لجاذبية الدولة للاستثمار في صناعة الشركات الناشئة، حيث يعكس عدد المستثمرين الذين يقومون بتقديم استثماراتهم الخاصة في هذه الشركات، وخاصة في قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا.

لكن العام الماضي، شهد إسرائيل ضربتين قويتين على صعيد جاذبيتها كمركز للشركات الناشئة:

أولهما كانت خطة التعديلات القضائية التي أدت إلى فرار الأموال من البلاد.
الضربة الثانية كانت نتيجة للحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، والتي أدت إلى استدعاء الاحتياطيين والذين يشكلون جزءاً كبيراً من القطاع التكنولوجي في الاقتصاد الإسرائيلي.
تظهر البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الإسرائيلي ووزارة العمل تراجعاً في استثمارات قطاع التكنولوجيا، وزيادة في عدد العمال المفصولين، وانهيار شركات النمو السريع.

أفادت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية مؤخراً بأن صناعة التكنولوجيا في إسرائيل تواجه أوقاتاً صعبة، مما يظهر من خلال تراجع الاستثمارات وتسريح العمال وانهيار الشركات الناشئة.

“المستثمرون الملائكيون” هم الأفراد الذين يستثمرون من مالهم الخاص، بشكل رئيسي في شركات المرحلة المبكرة، ويعملون أحياناً بشكل جماعي للاستثمار في شركة معينة، أو يتواصلون مباشرة مع المشاريع الواعدة.

ووفقاً لبيانات مكتب دعم الشركات الناشئة “ستارت أب نيشن سينترال”، فإن عدد المستثمرين الملائكيين النشطين في إسرائيل تراجع بنسبة تفوق 75% في عام 2023 مقارنة بعام 2022.

ويُشير تقرير جديد صادر عن شركة “فيوجن في سي” إلى أن معظم الشركات الناشئة الإسرائيلية الجديدة تأسست في الولايات المتحدة خلال عام 2023، وذلك بسبب عوامل مثل عدم الاستقرار السياسي والأمني في إسرائيل، والتعديلات القضائية التي فرضتها الحكومة.

ويُظهر التقرير أنه لم ينخفض عدد الصفقات فحسب، بل انخفضت أيضاً قيمتها، حيث كانت معظم الاستثمارات صغيرة الحجم. هذا يعكس الواقع الصعب الذي تواجهه الشركات الناشئة في إسرائيل، والتي قد تنتهي بالإفلاس أو الاستمرار بدون استثمارات جديدة نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية التي يمر بها البلد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى