المغرب يراهن على الهيدروجين الأخضر لريادة قارية في مجال الطاقة النظيفة
يتمتع الهيدروجين الأخضر بالاهتمام المتزايد من قبل الدول الراغبة في تلبية الطلب المتنامي على مصادر الطاقة الخالية من الكربون.
ويسعى المغرب بنشاط لتطوير مصادره من الطاقات المتجددة، من خلال وضع استراتيجية طاقية تهدف إلى ضمان استقلالية البلاد في هذا المجال وتقليل الانبعاثات الغازية. ولتحقيق هذه الأهداف، تتبنى المملكة مفهوم الهيدروجين الأخضر، وتتطلع إلى أن تكون رائدة على المستوى القاري في هذا المجال.
يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر، وفقًا لخبراء الطاقة، عن طريق تحليل المياه باستخدام التحليل الكهربائي، الذي ينطوي على تمرير تيار كهربائي خلال الماء.
يُعرف الهيدروجين الأخضر باعتباره وقودًا عالميًا خفيفًا وعالي التفاعل. ويتمثل مزايا هذه العملية في استخدام الكهرباء المتجددة لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء، مما يؤدي إلى إنتاج طاقة دون إطلاق ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
استخدامات الهيدروجين الأخضر تتضمن استخدامه كخيار رائد لتخزين الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة ونقلها على مسافات طويلة. كما أكدت حكومات الدول الرائدة في الطاقات المتجددة أهمية الهيدروجين الأخضر كركيزة أساسية لاقتصاد خضراء خالي من الانبعاثات الكربونية.
وبالإضافة إلى صديقه البيئي، يلعب الهيدروجين الأخضر دورًا هامًا في الانتقال الطاقي، خاصة في القطاعات التي لا يمكنها الاعتماد على الكهرباء بمفردها، حيث يمكن أن يوفر الحرارة لصناعة الزجاج أو تشغيل السفن والطائرات.
يجدر بالذكر أن الهيدروجين لا يُعتبر مصدرًا للطاقة بل ناقلًا لها، حيث يمكن استخدام الكهرباء الزائدة الناتجة عن محطات الطاقة الشمسية لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه للاستفادة منه في وقت لاحق، وخاصة عندما تواجه هذه المحطات صعوبة في تلبية الطلب. ويُستخدم الهيدروجين أيضًا كبطارية لتخزين الطاقة التي تم إنتاجها خلال فصول الصيف لاستخدامها في الشتاء.
تم العمل على وضع استراتيجية طاقية في المغرب قبل 15 عامًا، تهدف إلى تطوير مصادر الطاقة المتجددة، وأصبحت تلك المصادر تشكل حوالي 38% من المزيج الطاقي.
كما انخرط المغرب في استراتيجية منخفضة الكربون تهدف إلى الوصول إلى 80% من الطاقات المتجددة في أفق 2050. ويُعتبر الهيدروجين الأخضر جزءًا من رؤية المغرب للريادة في الطاقات المتجددة، ويتوفر المغرب على الظروف الملائمة لتحقيق ذلك، بفضل وجوده لمصادر الطاقة الشمسية والرياح القوية، بالإضافة إلى قربه الاستراتيجي من الأسواق الأوروبية.
تسعى المملكة إلى تنويع باقة الطاقة من خلال اعتماد الهيدروجين الأخضر كمصدر جديد للطاقة، وتطوير نماذج اقتصادية وصناعية تتوافق مع ذلك. وقد أكدت الحكومة عزمها على الكشف عن تفاصيل الخطة المغربية للاستفادة من الهيدروجين، علمًا أن المغرب يُصنّف كواحد من خمس دول تتمتع بأكبر إمكانات لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.