الحمامات المغربية..إغلاق جزئي يثير الجدل في مواجهة الجفاف
على مر السنين، تمتعت الحمامات الشهيرة في المغرب بزيارات كثيرة، وظلت الحمامات العامة، المعروفة أيضًا بالحمامات المغربية، جزءًا أساسيًا من حياة المواطنين المغاربة لعدة قرون، حيث تمتاز برمزيتها الثقافية الكبيرة.
داخل غرفها الخاصة ذات القبب، يجلس الزوار على الألواح الحجرية على أرضيات من الفسيفساء للاستمتاع بجلسات الاستحمام، بغض النظر عن طبقاتهم الاجتماعية.
يواجه المغرب اليوم تحديات هائلة من تغير المناخ والجفاف المستمر، الذي وصفه بعض المسؤولين بأنه كارثي.
في ظل هذه الظروف، اضطرت المدن في جميع أنحاء البلاد إلى اتخاذ قرارات بإغلاق الحمامات لثلاثة أيام في الأسبوع هذا العام لتوفير المياه.
هذا القرار الجديد أثار قلقًا كبيرًا بين العاملين في هذا القطاع، حيث يخشون انخفاض عدد الزوار وبالتالي تقليل دخلهم أو رواتبهم.
قلة هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة أدت إلى انخفاض مستوى المياه في خزانات المغرب، ما أثار قلق المزارعين والبلديات التي تعتمد على هذه المياه.
واضطرت الحكومة المغربية إلى اتخاذ إجراءات صارمة للتعامل مع هذه التحديات، بما في ذلك قيود على بعض الأنشطة التجارية مثل الحمامات ومغاسل السيارات، مما أثار غضبًا واستياءًا بين أصحابها.
بينما يعتبر البعض أن الحكومة تفرض تمييزًا بين قطاع الحمامات وقطاعات أخرى مثل الفنادق الراقية والمنتجعات الصحية التي تستهلك كميات كبيرة من المياه.
تؤثر عمليات الإغلاق على نحو 200 ألف شخص يعملون بشكل مباشر أو غير مباشر في قطاع الحمامات، والذي يمثل حوالي 2 بالمائة من إجمالي استهلاك المياه في البلاد.
وتم إغلاق الحمامات في مدن مثل الدار البيضاء وطنجة وبني ملال، وذلك بناءً على طلب من وزير الداخلية لتوفير المياه.
على الرغم من الإغلاق، يواصل أصحاب الحمامات جهودهم للحفاظ على الحمامات وتوفير الدفء للزوار في الأيام التي تكون فيها مغلقة، ويرى البعض أن هذه الإجراءات تزيد من الوعي بأهمية التعامل مع التحديات البيئية، بغض النظر عن كمية المياه المتوفرة.