الاقتصادية

النحاس يخطف الأضواء في 2025… معدن الذكاء الاصطناعي يحقق أفضل أداء منذ الأزمة المالية

يواصل النحاس، الذي يُلقب في أسواق السلع بـ“ابن عم الذهب”، تعزيز موقعه بين أكثر المعادن ربحية خلال العام الجاري، مدفوعًا بدوره المتنامي في الاقتصاد الرقمي والتحول التكنولوجي، ليقترب من تسجيل أفضل أداء سنوي له منذ الأزمة المالية العالمية في 2009.

وخلال تعاملات الثلاثاء، استقر سعر عقد النحاس لثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن قرب مستوى 12,222 دولارًا للطن المتري، متراجعًا بشكل طفيف عن أعلى مستوى تاريخي بلغه في جلسة سابقة عند 12,960 دولارًا. وبذلك، يكون المعدن الأحمر قد حقق مكاسب تقارب 42% منذ بداية العام.

ووفق تحليلات اقتصادية، سجل النحاس ثماني جلسات متتالية من الصعود حتى يوم الثلاثاء، في أطول موجة مكاسب يشهدها منذ نحو ثماني سنوات، ما يعكس قوة الزخم الذي يدفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.

ويرى مراقبون أن هذا الارتفاع اللافت لا يعود إلى عامل واحد، بل إلى مزيج من المحركات الهيكلية، في مقدمتها الطفرة العالمية في الذكاء الاصطناعي، حيث يُعد النحاس عنصرًا أساسيًا في بناء وتشغيل مراكز البيانات والبنى التحتية الرقمية، ما جعله خيارًا استثماريًا غير مباشر للاستفادة من هذا التحول التكنولوجي.

في المقابل، يواجه السوق اختلالًا متزايدًا بين العرض والطلب، في ظل محدودية الاستثمارات المنجمية وارتفاع الطلب المرتبط بالكهربة والتحول الطاقي. كما ساهمت خطوة الولايات المتحدة بتكثيف مشترياتها من النحاس، تحسبًا لفرض رسوم جمركية، في زيادة الضغوط على المعروض.

وزاد من حدة الصعود ما وصفه محللون بـ“فوضى الرسوم الجمركية”، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض تعرفة بنسبة 50% على بعض منتجات النحاس والسلع كثيفة الاستهلاك له، وهو ما دفع الأسواق إلى تسعير مخاطر إضافية.

وفي مذكرة حديثة، أشار خبراء اقتصاديون إلى أن الأداء الاستثنائي للنحاس هذا العام تغذيه مخاوف مزمنة بشأن نقص المعروض، وهي مخاوف مرشحة للاستمرار في الأمد المتوسط.

كما استفاد النحاس من الموجة الصعودية التي شملت أسواق المعادن عمومًا، حيث سجل الذهب مكاسب قوية منذ بداية العام، ما انعكس إيجابًا على معادن أخرى مرتبطة به، من بينها الفضة والنحاس، في ظل تحركات استثمارية جماعية داخل القطاع.

ولا تبدو التوقعات المستقبلية أقل تفاؤلًا، إذ يرجح محللو مؤسسات مالية كبرى استمرار الاتجاه الصاعد. فقد توقعت تقارير بحثية أن تبلغ أسعار النحاس نحو 12,500 دولار للطن المتري خلال النصف الأول من العام المقبل، بدعم من الطلب المرتبط بالذكاء الاصطناعي واحتمالات تخفيف بعض القيود التجارية.

أما على المدى الطويل، فتشير تقديرات بنوك استثمار عالمية إلى إمكانية وصول سعر النحاس إلى 15,000 دولار للطن المتري خلال العقد المقبل، مدعومًا بقيود هيكلية في المعروض ونمو مستدام في الطلب، ما يعزز مكانته كأحد أهم المعادن الاستراتيجية في الاقتصاد العالمي الجديد.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى