كولومبيا تقر أكبر زيادة في الحد الأدنى للأجور منذ سنوات رغم مخاوف التضخم

أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو عن قرار حكومي برفع الحد الأدنى للأجور بشكل لافت ابتداءً من العام المقبل، في خطوة تهدف إلى تحسين القدرة الشرائية ومواجهة اتساع فجوة الدخل، رغم إقراره بأن هذه الزيادة قد تشكل ضغوطًا إضافية على معدلات التضخم.
وبموجب القرار الجديد، سيرتفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 22.7% ليصل إلى نحو 1.75 مليون بيزو كولومبي شهريًا، أي ما يعادل قرابة 470 دولارًا أمريكيًا، وهي وتيرة تفوق بأكثر من الضعف الزيادة المعتمدة خلال العام الجاري، التي بلغت 9.54% ورفعت الأجور حينها إلى 1.42 مليون بيزو.
وأوضح بيترو أن هذه الخطوة تأتي في إطار سياسة اجتماعية تستهدف تقليص التفاوت الاجتماعي وتحسين ظروف عيش شريحة واسعة من العاملين، الذين يمثلون الغالبية العظمى من سكان البلاد، مؤكدًا أن الأجور الحالية لم تعد تواكب تكاليف المعيشة المتزايدة.
وفي خطاب متلفز للأمة، شدد الرئيس الكولومبي، الذي تنتهي ولايته في أغسطس المقبل، على أن رفع الأجور يشكل أداة مباشرة في مكافحة الفقر وتعزيز العدالة الاجتماعية، معتبرًا أن تحسين دخل الأسر محدودة الموارد يمثل أولوية للحكومة، وفق ما نقلته وكالة بلومبرج.
ورغم الترحيب الواسع من قبل الفئات ذات الدخل المحدود، أثار القرار مخاوف في الأوساط الاقتصادية بشأن تداعياته التضخمية، إذ حذر محللون من أن الزيادة الكبيرة قد تدفع البنك المركزي إلى تشديد سياسته النقدية، وربما رفع أسعار الفائدة، للحد من أي تسارع محتمل في وتيرة الأسعار خلال الفترة المقبلة.




