الاقتصادية

بكين تتحرك لوقف فوضى الأسعار في الطاقة الشمسية وسط اختلالات الإنتاج

في رسالة تحذير واضحة لواحد من أكثر القطاعات الصناعية حساسية، دعت السلطات الصينية شركات الطاقة الشمسية إلى وضع حد للمنافسة السعرية الحادة التي تضغط على السوق وتعمّق الخسائر.

وأعلنت «إدارة الدولة لتنظيم السوق» أنها ستشدد الرقابة على ممارسات التسعير، محذرة من الانزلاق نحو سلوكيات غير مشروعة، من بينها التواطؤ والاحتيال، في ظل سباق محموم لخفض الأسعار.

وأكدت الهيئة، في بيان صدر الجمعة، عزمها تكثيف التفتيش على جودة المنتجات والتصدي لأي أنشطة مخالفة للقانون، بهدف إعادة التوازن إلى سوق يعاني من منافسة شرسة وضغوط متزايدة على هوامش أرباح المصنعين.

وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة إجراءات حكومية أوسع ترمي إلى ضبط إيقاع الأسعار والحد من تداعيات فائض الإنتاج في صناعة الألواح والخلايا الشمسية.

ورغم قتامة المشهد، أظهرت بيانات حديثة بوادر تحسن نسبي في الوضع المالي للقطاع. فقد كشف عرض قدمه مسؤول في إحدى المجموعات الصناعية أن خسائر شركات الطاقة الشمسية الصينية تقلصت خلال الربع الثالث من السنة، في مؤشر على بداية استجابة السوق لتدخلات الدولة الهادفة إلى معالجة «القدرات الإنتاجية الزائدة».

وبحسب الأرقام، لا تزال الطاقة الإنتاجية الحالية للصناعة قادرة على تغطية نحو ضعفي الطلب العالمي، وهو ما جعل القطاع في صلب جهود بكين الرامية إلى كبح التوسع الصناعي غير المنضبط.

وأوضح وانغ بوهوا، الرئيس الفخري لجمعية صناعة الألواح الضوئية الصينية، أن خسائر القطاع تراجعت بنسبة 46.7% مقارنة بالربع السابق، لكنها بقيت عند مستوى مرتفع بلغ 6.42 مليارات يوان خلال الفترة الممتدة من يوليو إلى سبتمبر.

في موازاة ذلك، بدأت وتيرة بناء القدرات الإنتاجية الجديدة في التراجع مقارنة بالعام الماضي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الخلايا الشمسية والوحدات الجاهزة سجل نمواً معتدلاً خلال الأشهر العشرة الأولى من السنة، في حين لجأت الصناعة إلى خفض إنتاج المواد الأساسية، مثل البولي سيليكون ورقائق السيليكون، بنسب ملحوظة.

وأشار وانغ إلى أن مجموعة من القوانين والضوابط التي أقرتها السلطات في 2025، خصوصاً تلك المتعلقة باستهلاك الطاقة في مصانع البولي سيليكون، دفعت عدداً من الوحدات الأقل كفاءة إلى الإغلاق، في محاولة لإعادة هيكلة القطاع ورفع مردوديته.

أما على مستوى الآفاق المستقبلية، فيحذر محللون من احتمال تراجع الطلب المحلي خلال العام المقبل. ويتوقع ياو ياو، المحلل في شركة «سينولينك للأوراق المالية»، أن تسجل الصين رقماً قياسياً في التركيبات الجديدة هذا العام، قبل أن تنخفض في 2026 إلى نطاق يتراوح بين 185 و275 غيغاواط في أسوأ السيناريوهات.

ورغم هذه التوقعات الحذرة، لا يزال كبار الفاعلين في القطاع يعولون على المدى المتوسط والطويل. فقد أعرب تشونغ باوشن، رئيس شركة «لونجي» الرائدة، عن ثقته بأن الطلب في الصين سيتجاوز عتبة 300 غيغاواط خلال السنوات الخمس المقبلة، مؤكداً أن التحول الطاقي سيبقى محركاً أساسياً للنمو، وإن بوتيرة أكثر توازناً.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى