العملات الرقمية

بيتكوين في مرحلة ترقّب.. هدوء الأسعار تحت ضغط خروج الاستثمارات وحسابات الفيدرالي

دخلت عملة البيتكوين جلسة تداول يوم الخميس على إيقاع هادئ، مواصلة تحركاتها المحدودة في نطاق ضيق، وسط استمرار نزوح السيولة من الصناديق المتداولة في البورصة (ETF) الفورية، وتزايد حذر المستثمرين قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية التي قد تعيد رسم ملامح سياسة الاحتياطي الفيدرالي خلال المرحلة المقبلة.

وبحلول الساعة 01:55 صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (06:55 بتوقيت غرينتش)، جرى تداول أكبر عملة مشفرة عالميًا على تراجع طفيف بنحو 0.3% عند مستوى 86,554 دولارًا، في إشارة إلى فتور الزخم بعد المكاسب القوية التي حققتها في وقت سابق من العام.

ويعكس عجز البيتكوين عن استعادة مستوى 90 ألف دولار حالة من التجميع والاستقرار في السوق، حيث يفضل المتعاملون الترقب بدل دفع الأسعار نحو موجة صعود جديدة في ظل غياب محفزات واضحة.

ويُعد استمرار تدفقات الخروج من صناديق البيتكوين الفورية المدرجة في الولايات المتحدة أحد أبرز عوامل الضغط الحالية، إذ فقد السوق أحد أهم مصادر الطلب المؤسسي الذي لعب دورًا محوريًا في الصعود السابق.

وتشير بيانات التداول الأخيرة إلى تواصل عمليات الاسترداد الصافية، ما أدى إلى تقليص الدعم السعري، ودفع المستثمرين إلى إعادة تقييم مراكزهم، خاصة مع ارتفاع مستوى عدم اليقين المرتبط بالسياسة النقدية الأميركية.

في موازاة ذلك، تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) لشهر نوفمبر، وسط توقعات بارتفاع المعدل السنوي للتضخم، وهو ما قد يزيد تعقيد قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن مسار أسعار الفائدة.

وتأتي هذه البيانات بعد أسبوع شهد صدور أرقام متباينة لسوق العمل الأميركي، أظهرت تحسنًا محدودًا في الوظائف غير الزراعية، مقابل ارتفاع معدل البطالة إلى مستويات تعد الأعلى منذ سنوات، ما أربك رهانات المستثمرين على وتيرة التيسير النقدي.

وزادت التصريحات السياسية الأخيرة من حالة الغموض، خاصة بعد حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبته في تعيين رئيس للاحتياطي الفيدرالي يميل إلى خفض قوي لأسعار الفائدة، وهو ما فتح باب الجدل حول استقلالية السياسة النقدية واتجاهها المستقبلي.

ورغم استقرار البيتكوين النسبي، لم تسلم العملات المشفرة البديلة من موجة التراجع، حيث هبطت إيثريوم بنسبة 3.7% لتستقر قرب 2,828 دولارًا.

كما تكبدت الريبل (XRP) خسائر أعمق، متراجعة بنحو 4.7% إلى حدود 1.83 دولار، في ظل مزاج عام يميل إلى تقليص المخاطر وانتظار وضوح الرؤية الاقتصادية.

وبين ترقب بيانات التضخم واستمرار خروج الاستثمارات المؤسسية، تبدو سوق العملات المشفرة في حالة انتظار، حيث يترقب المستثمرون إشارة حاسمة قد تحدد الاتجاه التالي للأسعار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى