ضغوط فنية وتراجع الطلب يدفعان فول الصويا لمواصلة الهبوط في شيكاغو

واصلت أسعار فول الصويا مسارها النزولي خلال تداولات يوم الأربعاء، مسجلةً الجلسة الرابعة على التوالي من الخسائر في بورصة شيكاغو للسلع، وسط ضغوط فنية وتراجع في شهية الشراء.
وأغلقت عقود التسليم في يناير ومارس دون مستويات فنية مهمة بعد سد فجوات سعرية سابقة، ما فتح الباب أمام موجة بيع جديدة عززت الاتجاه الهابط في السوق.
وأوضحت ناومي بلوم، المحللة لدى شركة Total Farm Marketing، أن حركة الأسعار أكدت تشكل نموذج فني سلبي يُعرف بـ«القمة الرأس والكتفين»، وهو ما يعكس استمرار الضغوط مع اكتمال الكتف الأخير، في إشارة إلى ضعف الزخم الصعودي على المدى القصير.
ورغم حدة التراجعات الأخيرة، ترى بلوم أن السوق قد لا يملك مجالاً واسعاً لمزيد من الهبوط، خاصة بعد أن فقدت الأسعار أكثر من دولار واحد مقارنة بالقمم المسجلة في منتصف نوفمبر. وأشارت إلى أن تراجع الدولار الأميركي قد يفتح نافذة فرص لعودة الطلب من قبل المستخدمين النهائيين، وعلى رأسهم الصين.
وأضافت أن بكين بحاجة إلى تأمين إمدادات تكفي قرابة شهرين من السوق الأميركية لضمان استقرار الإمدادات على مدار العام، معتبرة أن المستويات السعرية الحالية تمثل فرصة مناسبة للدخول مجدداً إلى السوق.
وأكدت بلوم أن الصين، رغم تنويع مصادرها، لا تزال مضطرة في نهاية المطاف إلى شراء فول الصويا الأميركي.
وتوقعت أن تلتزم بكين على الأقل بالكميات المعلنة سابقاً، والمقدرة بنحو 12 مليون طن متري، مع بقاء التساؤلات قائمة حول إمكانية رفع وتيرة الشراء إلى مستويات أعلى كما كان متداولاً في وقت سابق.
في المقابل، تعرضت السوق لمزيد من الضغوط بعد إعلان وكالة حماية البيئة الأميركية تأجيل تحديد الالتزامات النهائية لحجم الوقود المتجدد لعامي 2026 و2027 إلى الربع الأول من 2026، وهو ما انعكس سلباً على فول الصويا وزيته، إلى جانب الذرة.
ورغم ذلك، أشارت بلوم إلى أن معدلات العصر المحلية لا تزال عند مستويات قياسية، معتبرة أن الطلب القوي على عمليات العصر قد يوفر دعماً أساسياً للأسعار خلال النصف الأول من عام 2026.
ولفتت بلوم إلى أن فول الصويا يتمتع عادةً بنمط موسمي إيجابي في نهاية العام، ما قد يشير إلى اقتراب السوق من تسجيل قاع سعري.
وذكّرت بأن السوق سجل قاعه في العام الماضي في النصف الثاني من ديسمبر قبل أن يشهد ارتداداً قوياً مع اقتراب نهاية العام، ما يستدعي، بحسب تعبيرها، الاستعداد لمختلف السيناريوهات.
وبالتوازي مع ذلك، يراقب المتعاملون عن كثب تطورات الطقس في أميركا الجنوبية، باعتبارها عاملاً قد يدفع الصين إلى تعزيز مشترياتها من الولايات المتحدة في حال ظهور مخاطر مناخية. وحتى الآن، تبدو الأوضاع الجوية مستقرة نسبياً دون مؤشرات مقلقة.
وعلى صعيد تدفقات الأموال، أشارت بلوم إلى أن صناديق التحوط كانت قد بنت مراكز شراء كبيرة قرب ذروة الأسعار في نوفمبر، قبل أن تبدأ لاحقاً في جني الأرباح مع تراجع السوق.
ويبقى السؤال مطروحاً حول ما إذا كانت هذه الصناديق قد أنهت عمليات التصفية، أم أنها بانتظار محفزات أساسية جديدة للعودة إلى الشراء، وفي مقدمتها الطلب الصيني والظروف المناخية.
أداء السلع الزراعية في ختام الجلسة
في ختام التعاملات، ارتفعت العقود الآجلة للذرة تسليم مارس بنسبة 0.96% لتستقر عند 4.40 دولارات للبوشل.
في المقابل، تراجعت عقود فول الصويا تسليم يناير بنسبة 0.4% إلى 10.58 دولارات للبوشل.
كما هبطت عقود القمح تسليم مارس بنسبة 0.6% إلى 5.06 دولارات للبوشل.




