تعديل توقعات البيتكوين القصيرة الأجل وسط استمرار التفاؤل طويل المدى

بدأ كبار المستثمرين والمتفائلين بالبيتكوين في وول ستريت إعادة تقييم توقعاتهم القصيرة الأجل بعد موجة الانخفاض الأخيرة في الأسعار، بينما لا تزال النظرة طويلة المدى للعملة الرقمية قوية ومتفائلة.
أعلن بنك ستاندرد تشارترد، أحد أبرز الداعمين للعملات المشفرة، خفض توقعاته لسعر البيتكوين إلى النصف، مع تراجع الطلب من خزائن الشركات وتباطؤ تدفقات صناديق التداول المتداولة في البورصة (ETF).
ويتوقع البنك الآن أن يصل سعر العملة الرقمية إلى 150 ألف دولار بحلول نهاية 2026، بدلًا من توقعه السابق عند 300 ألف دولار، كما تم تأجيل هدف 500 ألف دولار إلى عام 2030 بدلاً من 2028.
وأبدى محللو بيرنشتاين تقديرات متقاربة، متوقعين أن يصل سعر البيتكوين إلى 150 ألف دولار مع نهاية العام المقبل، وأن يقترب من 200 ألف دولار بحلول 2027.
ورغم انخفاض الأسعار مؤخرًا، يشير المحللون إلى أن البيتكوين خرجت من نمط دورتها التاريخية المبني على وتيرة الأربع سنوات، ما يعكس مسار نمو أكثر استقرارًا وعمقًا في المستقبل.
على الرغم من استمرار النظرة الإيجابية، فإن التخفيضات الأخيرة تعكس تحوّلًا في نبرة توقعات السوق، بعد أن انخفضت قيمة البيتكوين بنحو 30% عن ذروتها في أكتوبر التي تجاوزت 126 ألف دولار، بالتزامن مع تراجع مشتريات المؤسسات. كما شهدت صناديق التداول المتداولة في البورصة تدفقات خارجة بقيمة 60 مليون دولار يوم الاثنين الماضي.
تعافت أسعار البيتكوين مؤقتًا يوم الثلاثاء، لتصل إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أسابيع عند نحو 94,400 دولار، مسجلة ارتفاعًا يصل إلى 3.5% في محاولة لاستعادة بعض الزخم المفقود.
وأشار جيفري كيندريك، رئيس أبحاث الأصول الرقمية لدى ستاندرد تشارترد، إلى أن الشركات التي كانت تقود الطلب على البيتكوين كأصل استثماري في خزائنها فقدت الدوافع لمواصلة الشراء، مضيفًا أن عمليات الشراء المؤسسية الكبرى وصلت إلى نهايتها، في حين ستستمر تدفقات الصناديق من حين لآخر، مع بقاء السوق في مرحلة تجميع بدلاً من البيع المكثف.
مع تباطؤ الطلب المؤسسي، أصبحت صناديق التداول المتداولة في البورصة العمود الفقري لدعم السوق، لكنها فقدت زخمها أيضًا. فقد شهد صندوق IBIT التابع لبلاك روك سحبًا بقيمة 2.3 مليار دولار الشهر الماضي، وهي أكبر عملية استرداد شهرية له هذا العام، رغم أن التدفقات الخارجة تمثل 3% فقط من إجمالي أصول الصندوق.
وأكد محللو بيرنشتاين أن التدفقات الخارجة من الصناديق الاثني عشر الكبرى لا تزال أقل من 5% من إجمالي الأصول، مما يعكس استمرار شراء المؤسسات ودعمها للسوق، في الوقت الذي يعوض فيه الاستثمار المؤسسي الثابت عمليات البيع القلقة من المتداولين الأفراد.
وأشارت تقديرات بيرنشتاين إلى أن المتداولين الأفراد يمتلكون نحو ثلاثة أرباع أصول صناديق التداول المتداولة في البورصة الخاصة بالبيتكوين، بينما ارتفعت ملكية المؤسسات إلى 28% مقارنة بـ 20% في نهاية 2024.
وعلى المدى الطويل، يتوقع المحللون أن ترتفع قيمة البيتكوين إلى مستوى 1 مليون دولار بحلول نهاية عام 2033، مؤكدين استمرار الاتجاه الصعودي طويل الأمد للعملة الرقمية.




