آبل.. في مفترق طرق.. استقالات قيادية ومنافسة محتدمة تفتح الباب لجيل جديد من الابتكار
بعد أكثر من عقد على وفاة مؤسسها “ستيف جوبز”، تشهد شركة “آبل” هزات إدارية غير مسبوقة، مع موجة استقالات واسعة داخل صفوفها العليا، ما يثير تساؤلات حول مستقبل استراتيجيتها في الابتكار وقدرتها على المنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي.
و في الأسابيع الأخيرة، غادر العديد من كبار المسؤولين في “آبل” الشركة، متجهين للعمل في شركات منافسة أو التقاعد بعد سنوات طويلة من الخدمة. وشملت هذه الاستقالات أقسام الذكاء الاصطناعي، التصميم، الشؤون القانونية، والبيئية، ما يعكس تحديًا كبيرًا أمام الإدارة الحالية للحفاظ على استقرار العمليات.
و تأتي هذه التحركات في ظل منافسة محتدمة بين شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “ميتا” و”أوبن إيه آي”، التي تقدم حزمًا مالية سخية لجذب الكفاءات العليا.
فقد حصل “رومينج بانج”، مدير فريق نماذج الذكاء الاصطناعي السابق في “آبل”، على حزمة تعويضات تتجاوز 200 مليون دولار من “ميتا”، بينما استقطبت شركة “راين إيه آي” المسؤول التنفيذي السابق في قسم الرقائق، “جان ديدييه أليغروتشي”.
شملت الاستقالات مسؤولين ماليين وتنفيذيين محوريين؛ حيث غادر المدير المالي “لوكا مايستري” منصبه، بينما قرر مدير العمليات “جيف ويليامز” التقاعد بعد 27 عامًا من الخدمة. كما تأثر قسم البحث عبر الويب والروبوتات بخروج عدد من المديرين والمهندسين.
أبرز مسؤولي آبل المغادرين هذا العام | |
المسؤول | التوضيح |
ألان داي | – رئيس قسم تصميم واجهات المستخدم منذ عام 2015. – أعلن “داي” استقالته من “أبل” في ديسمبر إلى جانب مدير التصميم الأول “بيلي سورينتينو” للعمل لدى “ميتا”. |
جون جياناندريا | – رئيس قسم الذكاء الاصطناعي ويعمل لدى “آبل” منذ قرابة 8 أعوام. – أعلن تقاعده هذا الشهر على أن يحل مكانه “أمار سوبرامانيا”، مسؤول تنفيذي سابق لدى “جوجل”. |
ليزا جاكسون | – نائبة رئيس الشؤون البيئية والسياسات والمبادرات الاجتماعية. – أعلنت تقاعدها بعد رحلة عمل لدى “آبل” منذ عام 2013. |
كيت آدامز | – المستشارة العامة للشركة منذ عام 2017، وأشرفت على الشؤون القانونية ومبادرات الخصوصية. – ستتولي “جينيفر نيوستيد” المديرة القانونية لدى “ميتا” هذه المهام اعتبارًا من مارس. |
رومينج بانج | – شغل منصب مدير نماذج الذكاء الاصطناعي في الشركة وأعلن مغادرته للعمل لدى “ميتا”. |
جون سروجي | – نائب الرئيس الأول لتقنيات الأجهزة وأحد أبرز المديرين التنفيذيين لدى “آبل”. – أبلغ “سروجي” الرئيس “تيم كوك” مؤخرًا أنه يفكر جديًا في ترك منصبه في المستقبل القريب مع الانضمام لشركة أخرى. |
استجابة لهذه الاستقالات، قامت “آبل” بإعادة توزيع المسؤوليات، حيث سيتولى رئيس قسم البرمجيات “كريج فيديريغي” الإشراف على الذكاء الاصطناعي، بمساعدة نائب رئيس القسم “أمار سوبرامانيا”. هذه الخطوة تهدف لضمان استمرار تقدم الشركة في مشاريعها التقنية الحرجة.
في ظل بلوغ الرئيس التنفيذي “تيم كوك” سن 65 عامًا، تزايدت التكهنات حول من سيخلفه في قيادة الشركة. وأشارت مصادر مطلعة لصحيفة “فاينانشال تايمز” إلى أن “جون تيرنوس”، نائب الرئيس الأول لهندسة الأجهزة، يبرز كأبرز مرشح داخلي بعد إشرافه على تطوير أجهزة “آيباد”، “آيفون”، وسماعات “إير بودز”.
الاستقالات الحالية قد تمثل تحديًا كبيرًا لـ “آبل”، لكنها توفر أيضًا فرصة لإدخال دماء جديدة إلى القيادة العليا، وإعادة صياغة الاستراتيجية لتعزيز الابتكار، خاصة مع تسارع التحولات في الذكاء الاصطناعي واشتداد المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا.
