البنك المركزي الأوروبي يحذر من تضخّم تقييمات أسهم التكنولوجيا الأميركية وتأثير المخاطر العالمية
أبدى البنك المركزي الأوروبي قلقه من أن تقييمات أسهم قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة أصبحت “مرتفعة بشكل مبالغ فيه”، مشيراً إلى أن الخوف من تفويت الفرص دفع المستثمرين إلى رفع الأسعار، بما يثير مخاطر تقلبات حادة في السوق.
وجاء في تقرير الاستقرار المالي نصف السنوي الصادر الأربعاء: “لا يبدو أن الأسعار الحالية في السوق تعكس استمرار ارتفاع نقاط الضعف وعدم اليقين”، في إشارة إلى المخاطر التي قد تصاحب أي صدمات مفاجئة للأسواق.
ونوه البنك، دون ذكر شركات بعينها، إلى أن “زيادة تركيز السوق” والتقييمات المرتفعة باستمرار قد تؤدي إلى “تعديلات حادة ومترابطة في الأسعار” إذا حدثت مفاجآت سلبية.
إلا أن نائب رئيس البنك، لويس دي جويندوس، أوضح خلال مؤتمر صحفي أن تصحيح السوق لا يعني بالضرورة وجود “انفجار فقاعة”، مؤكداً أن المركزي الأوروبي لم يستنتج وجود فقاعة رغم الشكوك حول التقييمات المرتفعة.
وأشار التقرير إلى أن توقعات المستثمرين تعتمد على سيناريو “إيجابي للغاية” يتمثل في الانتشار العالمي للذكاء الاصطناعي ونجاح نماذجه التجارية، محذراً من أن أي إخفاق مفاجئ في هذا السيناريو قد يترك أثراً كبيراً على الأسعار.
وركز البنك على اختلاف طفرة التكنولوجيا الحالية عن فقاعة الإنترنت في أواخر التسعينيات، مشيراً إلى أن الشركات اليوم تتمتع بهوامش ربح مرتفعة ونمو قوي في الأرباح ومستويات دين منخفضة وأعمال متنوعة تتجاوز الذكاء الاصطناعي، على عكس الشركات الناشئة الخاسرة في موجة الصعود السابقة.
كما سلط التقرير الضوء على مخاطر عالمية أخرى، منها القلق بشأن استقلالية البنوك المركزية الأميركية وارتفاع الدين العام في الولايات المتحدة، وهو ما قد يفاقم اضطرابات سوق السندات.
وأضاف التقرير أن احتمال تجدد أزمة ديون سيادية أوروبية يمثل تهديداً إضافياً، مشيراً إلى دول تواجه هشاشة سياسية وانتهاك قواعد العجز الأوروبية، دون ذكر فرنسا بالاسم، وهو ما قد يؤدي إلى صعوبات في الالتزام بالميزانيات المعلنة.
