واشنطن تطلق “جينيسيس”.. مبادرة ترمب لتعزيز الابتكار بالذكاء الاصطناعي

وقّع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، يوم الإثنين، أمراً تنفيذياً يطلق بموجبه مبادرة “جينيسيس”، وهي مشروع اتحادي طموح يهدف إلى تعزيز الابتكار العلمي والتكنولوجي من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي.
وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود الإدارة لتعزيز تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتسريع تطبيقاتها في مختلف المجالات.
وأوضح مايكل كراتسيوس، مدير مكتب البيت الأبيض لسياسات العلوم والتكنولوجيا، أن المبادرة ستعمل على تحسين تنسيق الأبحاث بين الوكالات الحكومية ودمج أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر فعالية لتسريع الاكتشافات العلمية.
وأضاف أن المشروع سيستفيد من قدرات الحوسبة الموجودة في مختبرات وزارة الطاقة الوطنية للوصول إلى قواعد البيانات الفيدرالية، وتمكين مزيد من التجارب العلمية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مما قد يقلص الوقت اللازم لتحقيق الإنجازات العلمية.
وأشار مسؤول أميركي بارز، رفض الكشف عن هويته، إلى أن شراكات مع شركات كبرى في القطاع الخاص مثل “إنفيديا”، و”ديل تكنولوجيز”، و”إتش بي إي”، و”أدفانسد مايكرو ديفايسز” ستعزز قدرات الحوسبة الفائقة في المختبرات، موضحاً أن هذه الشركات قد تعلن قريباً عن مبادرات إضافية تدعم أهداف المشروع.
ووفقاً للمسؤولين، فإن مبادرة “جينيسيس” ستسهم في تسريع الاكتشافات العلمية في مجالات هندسة المواد، والعلوم الصحية، والطاقة، مع التركيز على إبراز هذه الإنجازات كعامل رئيسي لتعزيز الإنتاج وخفض الأسعار، وهو ما يمثل أولوية للإدارة في ظل المخاوف من ارتفاع تكاليف المعيشة.
وقال كراتسيوس: “بقوة الذكاء الاصطناعي، تقف أميركا على أعتاب ثورة علمية”.
لكن استخدام الحوسبة المكثفة لتطوير وتشغيل الذكاء الاصطناعي يطرح تحديات بيئية، إذ تتطلب مراكز البيانات كميات كبيرة من الطاقة، ما قد يزيد الضغط على شبكة الكهرباء الأميركية.
وأوضح وزير الطاقة، كريس رايت، أن المبادرة تهدف أيضاً إلى مواجهة ارتفاع تكاليف الطاقة، عبر إضافة قدرات إنتاجية أكبر، وتحسين كفاءة الشبكة الكهربائية، ما يسهم في خفض أسعار الكهرباء على المدى الطويل.
سبق أن وصف كارل كو، رئيس موظفي وزارة الطاقة، مبادرة “جينيسيس” بأنها تعبئة غير مسبوقة للموارد العلمية الفيدرالية، مقارنةً ببرنامج أبولو لإرسال البشر إلى القمر، ومشروع مانهاتن لتطوير القنبلة الذرية.
ويعتبر ترمب تطوير الذكاء الاصطناعي أولوية استراتيجية، حيث تبنّت إدارته سياسات لتخفيف القيود التنظيمية على بناء بنية الذكاء الاصطناعي وتشغيل مراكز البيانات، وتمكين الحلفاء من الحصول على الأجهزة والبرمجيات الأساسية.
كما دفع الرئيس الأميركي نحو اعتماد معيار فيدرالي موحّد للذكاء الاصطناعي، مع استعداد وزارة العدل لمقاضاة الولايات التي تصدر لوائح محلية تتعارض مع هذا التوجه.
تُعد مبادرة “جينيسيس” خطوة محورية في سباق التكنولوجيا العالمي، في وقت يركز فيه البيت الأبيض على ضمان تفوق الولايات المتحدة في الذكاء الاصطناعي أمام منافسيها الدوليين، لا سيما الصين.



