تغير المناخ يهدد الاقتصاد العالمي بخسائر قياسية تصل إلى 19% بحلول 2049

حذر خبراء الاقتصاد والمناخ من أن العالم يواجه تحدياً اقتصادياً غير مسبوق خلال العقود الثلاثة المقبلة، هذه المرة ليس بفعل التضخم أو أسعار الفائدة، بل نتيجة تأثيرات تغير المناخ نفسه.
ووفق دراسة حديثة أعدها معهد بوتسدام الألماني ونشرتها شبكة “CNN”، من المتوقع أن تؤدي موجات الحرارة الشديدة، الفيضانات العنيفة، وحرائق الغابات غير المسبوقة إلى انخفاض الدخل العالمي بنحو 19% بحلول عام 2049.
وأشار التقرير إلى أن هذه الخسائر الاقتصادية ستظل قائمة بغض النظر عن السيناريوهات التي تعتمدها الدول للحد من الانبعاثات، موضحاً أن التأثيرات لا تقتصر على الكوارث الطبيعية فقط، بل تمتد لتشمل انخفاض إنتاجية العمال نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، اضطرابات الزراعة وتقليص المحاصيل، وحتى تراجع القدرات الذهنية في بعض المناطق.
وذكرت الدراسة أن تراكم هذه العوامل سيخلق فاتورة مالية ضخمة تتحول إلى نزيف اقتصادي طويل الأمد.
وأكد العلماء أن تكلفة الاستثمار لمواجهة الأزمة المناخية وتحقيق أهداف اتفاق باريس تقدر بحوالي 6 تريليونات دولار بحلول 2050، في حين أن عدم التحرك سيكلف العالم نحو 38 تريليون دولار، أي أكثر بستة أضعاف.
وتشير الدراسة إلى أن الدول النامية ستتكبد الجزء الأكبر من الخسائر، حيث قد تفقد جنوب آسيا وأفريقيا حوالي 22% من دخلها، مقابل 11% فقط في أوروبا وأميركا، مما يسلط الضوء على الفجوة الكبرى في التأثيرات المناخية بين الشمال والجنوب العالمي.
مع هذه الأرقام الصادمة، يبرز السؤال المصيري: هل ستتمكن الدول من اتخاذ إجراءات عاجلة وفعّالة لتجنب كابوس اقتصادي ومناخي هائل، أم أننا على أعتاب فقراً عالمياً غير مسبوق بفعل تغير المناخ؟




