ميتـا تعيد ترتيب أولوياتها.. خفض الإنفاق على الميتافيرس والتركيز على النظارات الذكية
في خطوة استراتيجية كبرى، أعلنت شركة ميتـا (Meta) عن خفض إنفاقها على مشاريع الميتافيرس، مع توجيه استثماراتها نحو الأجهزة القابلة للارتداء والنظارات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، في واحدة من أهم التحولات منذ سنوات للشركة التي كانت تركز على العوالم الافتراضية.
وقالت الشركة، وفق ما نقلته وكالة BBC يوم الجمعة، إن أعمال منصاتها مثل Horizon Worlds توقفت عن التوسع، في حين أصبح السوق يركز على الأجهزة الخفيفة والمساعدة التي تدمج الذكاء الاصطناعي، وهو ما يتماشى مع التوجهات الجديدة في قطاع التكنولوجيا.
على مدى أكثر من عقد، أنفقت ميتـا مليارات الدولارات على الميتافيرس، مستندة إلى رؤية المدير التنفيذي مارك زوكربيرج لمستقبل الحوسبة، والتي دفعت الشركة لتغيير اسمها من فيسبوك إلى ميتـا عام 2021. إلا أن منصتها الرائدة في الواقع الافتراضي واجهت صعوبات في الحفاظ على قاعدة المستخدمين، كما لم تبرر مبيعات نظارات الواقع الافتراضي حجم الاستثمارات الضخمة في هذا المجال.
أفادت وكالة بلومبيرج يوم الخميس أن ميتـا تعتزم خفض إنفاقها على مشاريع الميتافيرس بنسبة 30%، ما أدى إلى ارتفاع أسهم الشركة بنسبة 3% بفعل رد فعل الأسواق الإيجابي، مع تأكيد ممثلين عن الشركة عدم وجود تغييرات أوسع أو خطط لتسريح موظفين في فرق الميتافيرس.
تركز الشركة حالياً على نظاراتها الذكية الجديدة التي أُطلقت في سبتمبر، والتي حققت إقبالاً أعلى من المتوقع. وتتيح هذه الأجهزة وصف المحيط الحقيقي والتعرف على الأجسام وترجمة النصوص، مما يجعلها من أول المنتجات الاستهلاكية التي نجحت في دمج الذكاء الاصطناعي بشكل عملي وجذاب.
تعكس هذه الخطوة توجه القطاع التقني، حيث تتسابق الشركات الأمريكية والصينية لإطلاق أجهزة قابلة للارتداء مدعومة بالذكاء الاصطناعي، في مقابل تراجع الاهتمام بالبيئات الافتراضية الغامرة.
في سياق آخر، واجه اقتراح دمج عملة بيتكوين (Bitcoin) في ميزانية ميتـا رفضًا واسعًا من المستثمرين، رغم دعم بعض المستثمرين البارزين مثل إيثان بيك (Ethan Peck)، الذي طالب بتخصيص جزء من الاحتياطي النقدي البالغ 72 مليار دولار للاستثمار في العملة كتحوط ضد التضخم، إلا أن الاقتراح لم يحصل سوى على 0.08% من الأصوات بالموافقة، مقابل رفض واسع من المساهمين، ويُذكر أن مارك زوكربيرج يملك 61% من القدرة التصويتية للشركة.
