العملات الرقمية

بيتكوين تحت الضغط: خسائر قياسية وإشارات متباينة بين الهبوط الحاد وآمال التعافي في 2026

شهدت أسواق العملات الرقمية خلال الأسابيع الستة الماضية اضطرابًا غير مسبوق، بعدما فقدت بيتكوين، أكبر الأصول الرقمية من حيث القيمة السوقية، أكثر من 1.2 تريليون دولار من قيمتها، في أكبر موجة هبوط منذ عام 2022.

وتراجعت العملة بأكثر من 30%، لتنزل تحت عتبة 82 ألف دولار، مسجلة أدنى مستوى لها منذ سبعة أشهر، في وقت عانت فيه معظم العملات المشفرة من انزلاقات مماثلة.

الضغوط طالت أيضًا الشركات المرتبطة بالقطاع، حيث انخفض سهم “ستراتيجي” بنحو 11% خلال أسبوع واحد، بينما خسرت شركة “ميتابلانيت” اليابانية قرابة 80% من قيمتها مقارنة بذروتها في يونيو الماضي، ما يعكس حالة التراجع الواسع التي تضرب السوق.

ورغم موجة الهبوط الحادة، لا يزال بعض المحللين يرون أن هذا التراجع قد يمثل فرصة استثمارية. إذ أكد كاميرون وينكلفوس، الشريك المؤسس لمنصة التداول Gemini، أن الفترة الحالية قد تكون “الفرصة الأخيرة” لشراء بيتكوين دون 90 ألف دولار، متوقعًا تسجيل مستويات قياسية محتملة في عام 2026.

تعود جذور الانخفاض إلى تشديد السياسات النقدية في الاقتصادات الكبرى، وفي مقدمتها رفع أسعار الفائدة، ما أدى إلى تقلص السيولة وتصفية مراكز مالية عالية الرافعة. وسُجّل في يوم واحد فقط تصفية لمراكز بقيمة تجاوزت 19 مليار دولار، وهو رقم يعكس ضخامة موجة الخروج من السوق.

كما ساهمت التدفقات الكبيرة الخارجة من صناديق البيتكوين المتداولة في البورصات (ETF) في زيادة الضغوط، لتبدأ موجة بيع متسارعة عمّقت من حدة الهبوط.

في المقابل، يرى محللون أن الطريق نحو تعافٍ محتمل في 2026 لا يزال قائمًا. فمع توقعات بأن يتحول الاحتياطي الفيدرالي وبنوك مركزية أخرى إلى نهج نقدي أكثر مرونة مع هدوء التضخم وتباطؤ النمو، قد تتحسن السيولة في الأسواق، ما يدعم أصول المخاطرة وفي مقدمتها بيتكوين.

كما أن تأثير “النصف” – الذي يقلل من معدل إنتاج وحدات جديدة – يستمر في تقليص المعروض، بينما يواصل المستثمرون طويلو الأجل سياسة التراكم، وهي عوامل عادةً ما تدعم موجات ارتفاع لاحقة. وفي حال توقفت التدفقات السلبية من صناديق ETF وعادت المؤسسات إلى الشراء، قد تتعزز فرص الارتداد الصعودي.

رغم التفاؤل، يبقى المسار محفوفًا بالمخاطر. فالهجمات السيبرانية تمثل تهديدًا مستمرًا، إذ تعرضت منصات مثل Bybit لاختراقات تسببت في خسائر كبيرة. كما أن بطء التحرك التنظيمي في بعض الأسواق قد يحد من تدفق السيولة، ما قد يؤخر التعافي المحتمل إلى ما بعد 2026 وربما حتى 2027.

تمر بيتكوين بمرحلة حساسة تجمع بين ضغوط اقتصادية وهيكلية من جهة، وتوقعات متفائلة مبنية على معطيات تاريخية ودورات السوق من جهة أخرى.

وبينما تبدو إمكانية التعافي في 2026 واردة، يبقى ذلك مرهونًا بتوفر الظروف الملائمة، وسط حذر واضح يسيطر على المستثمرين في المرحلة الحالية.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى