جنوب إفريقيا تواجه واشنطن وتؤكد نجاح أول رئاسة إفريقية لمجموعة العشرين

توقع وزير التجارة الجنوب إفريقي باركس تاو استمرار المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة، على الرغم من التوترات التي شهدتها قمة مجموعة العشرين الأخيرة في جوهانسبرغ.
وأوضح تاو للصحفيين أن القضايا الخلافية بين البلدين تم التعامل معها بشكل منفصل عن أعمال القمة، معربًا عن أمله في مواصلة الحوار التجاري.
شهدت الجهود الرامية لتوقيع اتفاق تجاري بين جنوب إفريقيا والولايات المتحدة تعقيدات كبيرة، خصوصًا بعد فرض واشنطن رسوماً جمركية بنسبة 30% على الواردات الجنوب إفريقية في أغسطس 2025، على خلفية اتهامات غير مثبتة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحق الأقلية البيضاء في البلاد.
هذه الخطوة قد تؤدي إلى خسائر واسعة في الوظائف وتزيد الضغوط على أكبر اقتصاد إفريقي في ظل تباطؤ النمو.
رغم الاعتراض الأميركي، تمكنت جنوب إفريقيا من تمرير إعلان قادة مجموعة العشرين الذي تناول قضايا عالمية عدة، أبرزها التغير المناخي وأزمة خدمة الديون في الدول الفقيرة.
وأكد المتحدث باسم الرئيس سيريل رامافوزا أن الإعلان «نهائي ولا يمكن إعادة التفاوض عليه»، مشددًا على الجهود المكثفة التي بذلتها البلاد لضمان توافق جميع الأعضاء.
إلا أن البيت الأبيض انتقد موقف جنوب إفريقيا، متهمًا إياها بـ«استغلال رئاستها لمجموعة العشرين كسلاح سياسي». ووصفت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية، آنا كيلي، إصدار الإعلان بالرغم من اعتراضات واشنطن بأنه يعكس رغبة جنوب إفريقيا في تحدي المبادئ التقليدية للمجموعة، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لاستعادة رئاسة المجموعة العام المقبل.
أبرزت القمة أيضًا التباين في المواقف الدولية، إذ انسحبت الأرجنتين في اللحظة الأخيرة من المفاوضات اعتراضًا على معالجة القضايا الجيوسياسية، بينما شدد وزير الخارجية الجنوب إفريقي رونالد لامولا على أن مجموعة العشرين تقوم على المساواة بين أعضائها، وليس على مصالح الولايات المتحدة وحدها.
وفي سياق آخر، لفتت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى مخاطر الاعتماد على القيود الصينية في قطاع المعادن النادرة، فيما دعا رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ إلى تعزيز الوحدة داخل المجموعة.
في كلمته الافتتاحية، وصف رامافوزا رئاسة جنوب إفريقيا بأنها «إنجاز تاريخي يمثل أول رئاسة إفريقية لمجموعة العشرين»، مؤكدًا أن القمة لم تسمح لأي خلافات بتقويض تأثير هذا الحدث على الساحة الدولية.
وختمت جنوب إفريقيا القمة برفض اقتراح واشنطن بإرسال قائم بالأعمال لتسلم رئاسة المجموعة، معتبرة الأمر «خرقًا للبروتوكول»، مع تعيين دبلوماسي على نفس المستوى الرسمي لتسليم الرئاسة رسميًا في وزارة الخارجية.




