الاقتصادية

ترامب يضغط لتسوية سريعة في أوكرانيا ويهدد بانهيار الجيش الأوكراني

تزايدت حدّة الضغوط الأمريكية على أوكرانيا خلال الساعات الأخيرة، بعدما صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجته تجاه كييف، محذرًا من انهيار الجيش الأوكراني تحت وطأة الهجوم الروسي ما لم توافق القيادة الأوكرانية على خطة سلام جديدة وُصفت بأنها الأكثر إثارة للجدل منذ اندلاع الحرب.

وقال ترامب في مقابلة إذاعية إن توقيع الاتفاق “سيكون مناسبًا” قبل عطلة عيد الشكر.

وخلال حديثه لبرنامج “ذا براين كيلميد شو” على إذاعة فوكس نيوز، أكد ترامب أن القوات الأوكرانية “تخسر الأراضي الواحدة تلو الأخرى”، مشيرًا إلى الخسائر البشرية الضخمة التي تكبدها الجانبان خلال الشهر الماضي، والتي قدّرها بـ”25 ألف قتيل” لكل طرف.

الخطة الأمريكية، المكونة من 28 بندًا والتي كشفت عنها تقارير صحفية، قدّمها وزير الجيش الأميركي دان دريسكول للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وتنص على اعتراف واشنطن بمنطقة دونباس الشرقية كأرض خاضعة للسيادة الروسية، وتجميد خطوط القتال في خيرسون وزاباروجيا، إلى جانب شروط أكثر حساسية تتعلق بإعادة هيكلة الجيش الأوكراني.

ومن أبرز البنود المثيرة للجدل، إلزام كييف بخفض حجم قواتها إلى 600 ألف جندي، وتثبيت مبدأ “الحياد الدائم” عبر التراجع عن مساعي الانضمام إلى الناتو وإدراج ذلك في الدستور. وفي المقابل، يلتزم الحلف بعدم نشر قوات داخل أوكرانيا، مع السماح باستخدام طائرات أوروبية متمركزة في بولندا.

هذه البنود أثارت ردود فعل غاضبة بين مؤيدي أوكرانيا، حيث نقلت رويترز عن أحد المصادر قوله: “يريدون وقف الحرب، لكنهم يريدون أن تدفع أوكرانيا الثمن”.

ترامب بدوره دافع عن الخطة، مؤكدًا أنه بدون هذا الاتفاق “ستخسر كييف خلال وقت قصير”، ومشيرًا إلى أن بوتين “لن يسعى إلى مزيد من التوسع” بعد التسوية.

في المقابل، بدا زيلينسكي في خطاب مسجل وكأنه يرد على الضغوط الأمريكية، مؤكدًا أن بلاده “تواجه الآن خيارًا صعبًا بين الحفاظ على كرامتها أو خسارة حليف رئيسي”.

وأضاف أن الضغط على أوكرانيا في هذه المرحلة “هو الأصعب منذ بداية الحرب”، متعهدًا بالعمل مع الولايات المتحدة وشركائها “بهدوء ومسؤولية”.

وتشير تقارير إلى أن واشنطن طلبت من كييف حسم موقفها قبل يوم الخميس، ملوّحة بإمكانية وقف الدعم الاستخباراتي والعسكري. لكن ترامب حاول التخفيف من لهجة التهديد، قائلاً إن المهل الزمنية يمكن أن تمدد “إذا كانت الأمور تسير في الاتجاه الصحيح”.

على الجانب الأوروبي، سارع كل من المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى طمأنة زيلينسكي، مؤكدين استمرار دعمهم لأوكرانيا وسيادتها.

وجاء في بيانهم المشترك أن أي اتفاق يجب أن ينطلق من خطوط التماس الحالية وأن يضمن قدرة كييف على الدفاع عن أراضيها.

وتأتي هذه التطورات في واحدة من أصعب اللحظات السياسية والعسكرية لزيلينسكي، مع تقدّم القوات الروسية نحو مناطق حساسة في الشرق وتزايد الضغوط الداخلية، بما فيها فضيحة تتعلق باختلاس 100 مليون دولار من قطاع الطاقة عبر شبكات فساد.

وتشترط الخطة الأمريكية إجراء انتخابات خلال 100 يوم من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، رغم أن الدستور الأوكراني يحظر تنظيمها في ظل الأحكام العرفية.

وبينما تتواصل الوساطات والمشاورات، تبدو أوكرانيا أمام مفترق طرق مصيري — فإما قبول اتفاق قد يضعف سيادتها على المدى الطويل، أو مواجهة خطر التراجع العسكري وفقدان دعم أهم حلفائها.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى