اندفاعة صينية نحو فول الصويا الأميركي تشعل الأسعار عالميًا وتربك الأسواق

شهدت أسواق المحاصيل الزراعية الجمعة موجة ارتفاع جديدة، بعدما أظهرت بيانات حديثة أن الصين أقدمت هذا الأسبوع على تنفيذ أكبر مشتريات لها من فول الصويا الأميركي منذ أكثر من عامين، في خطوة تعيد تشكيل مشهد التجارة الزراعية بعد أشهر من القطيعة بسبب التوترات بين بكين وواشنطن.
فقد أعادت هذه المشتريات الضخمة فتح الباب أمام توقعات ببرنامج شراء أكبر خلال الأسابيع المقبلة، رغم أن الكميات المعلنة حتى الآن قد لا تصل إلى سقف الـ12 مليون طن الذي تحدّث عنه وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت. ومع ذلك، كان حجم الطلب كفيلًا بتحريك السوق ورفع الأسعار بشكل لافت.
الارتفاع السريع في الأسعار دفع المزارعين الأميركيين إلى تسريع وتيرة البيع بعد أشهر من التريّث في انتظار تحسّن السوق. وفي المقابل، حصد بعض المتعاملين الصينيين مكاسب معتبرة بفضل مراكز شرائية طويلة كانوا قد افتتحوها عندما كانت الأسعار منخفضة.
لكن المزارعين الأميركيين الذين باعوا إنتاجهم قبل الإعلان عن الصفقة لم يستفيدوا من الارتفاع الطارئ، فيما بقيت الصورة ضبابية حول مدى التزام الصين بتحقيق هدف الشراء الذي تحدّث عنه مسؤولون أميركيون.
على مدى ثلاثة أيام فقط، بلغ إجمالي المبيعات المؤكدة نحو 1.6 مليون طن متري، ما دفع عقود فول الصويا الأميركية إلى أعلى مستوى لها منذ يونيو 2024. وارتفع السعر القياسي بما يقارب 12% منذ منتصف أكتوبر.
لكن هذا الارتفاع جعل الشحنات الأميركية أقل جاذبية مقارنة بالبرازيلية التي تراجعت أسعارها، موسّعًا الفارق السعري بين الطرفين إلى ما يصل إلى 50 سنتًا للبوشل لشحنات يناير، وهو فارق يناهز أكثر من مليون دولار لكل حمولة من 60 ألف طن. هذا الوضع جعل فول الصويا الأميركي غير تنافسي في أسواق مثل تركيا وفيتنام.
كما أُجبرت بكين على التفكير في تفريغ جزء من مخزوناتها لإفساح المجال للشحنات الجديدة، خاصة بعد شرائها كميات كبيرة من المحاصيل الجنوب أميركية في الشهور الماضية.
بعد لقاء الرئيسين ترامب وشي جين بينغ في كوريا الجنوبية، تحدّث مسؤولون أميركيون عن التزام صيني بشراء 12 مليون طن قبل نهاية العام. لكن خبراء السوق يشككون في إمكانية تحقيق الهدف خلال فترة قصيرة.
وقال دان باسي، رئيس شركة “أغ ريسورس”:
“الصين قادرة على شراء 12 مليون طن، لكن من الصعب جدًا أن يحدث ذلك قبل نهاية السنة”.
غياب تقارير لجنة تداول السلع الآجلة الأميركية بسبب الإغلاق الحكومي ترك المتعاملين في حالة عدم يقين بشأن مراكز التداول، ما سيرافق السوق حتى أواخر يناير حين تُستكمل عملية تحديث البيانات.
موجة صعود الأسعار شجعت مزارعين أميركيين على بيع ما بين 30% و40% من محصول 2025، وهي مستويات قريبة من المعدل المعتاد في نوفمبر. لكن الفارق السعري (البايسيس) لا يزال واسعًا في بعض المناطق، وهو ما يدفع البعض للتريث.
كما ينتظر المزارعون تفاصيل حزمة دعم حكومية قد تصل إلى 15 مليار دولار لتعويض خسائر الحرب التجارية، لكن الإعلان تأخر بسبب الإغلاق الحكومي.
وقال أحد المزارعين من إلينوي:
“اضطررنا للبيع رغم أن الأسعار لم تغط تكاليف الإنتاج… الحاجة إلى السيولة تحكم القرار”.
ووصل السعر النقدي للبوشل في مصنع “ADM” في ديكاتور إلى 11.23 دولار، وهو مستوى يلامس متوسط تكلفة الإنتاج في المنطقة.
أداء السلع في ختام الجلسة
-
الذرة (مارس): استقرت عند 4.37 دولار للبوشل
-
الصويا (يناير): ارتفعت بنسبة 0.4% إلى 11.25 دولار للبوشل
-
القمح (مارس): صعدت بنسبة 0.2% إلى 5.39 دولار للبوشل




