الاقتصادية

الذكاء الاصطناعي في الجامعات.. بين الابتكار والقلق الطلابي

في عصر تتسارع فيه التكنولوجيا، لم يعد التعليم الجامعي كما عرفناه منذ عقود. لم تعد القاعات المزدحمة والسبورات التقليدية هي السمة الأساسية للتعلم، بل أصبح الذكاء الاصطناعي، وأدوات مثل “شات جي بي تي”، جزءًا من العملية التعليمية، مما أثار جدلًا واسعًا بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

بعد تجربة التعليم عن بعد خلال جائحة “كوفيد-19″، بدأت بعض الجامعات في دمج الذكاء الاصطناعي في برامجها الدراسية.

لكن الكثير من الطلاب يشعرون بأن هذا التحول قلل من الطابع الشخصي للتعلم وأضعف العمق الأكاديمي الذي كانوا يأملون فيه، خاصة في التخصصات العملية مثل الأمن السيبراني والهندسة البرمجية.

في جامعة “ستافوردشاير” البريطانية، أبدى الطلاب استياءهم من اعتماد المحاضرات على محتوى معد آليًا وتعليقات صوتية غير متسقة، في حين تمنع الجامعة الطلاب من استخدام نفس التكنولوجيا في إنجاز مهامهم الدراسية.

هذا الأمر أثار تساؤلات حول ازدواجية المعايير في التعليم.

الطلاب، الذين يدفعون آلاف الجنيهات الإسترلينية سنويًا، عبروا عن إحباطهم ورفعوا دعاوى لاسترداد الرسوم أو إعادة تصميم المقررات.

بعضهم أشار إلى أنه كان بالإمكان الحصول على نفس المحتوى من “شات جي بي تي” بمبلغ أقل بكثير، مؤكدين أن التجربة التعليمية فقدت جوهرها التعليمي.

أكدت جامعة “ستافوردشاير” أن استخدام الذكاء الاصطناعي يهدف إلى دعم التعليم وليس استبداله، مع التأكيد على إطار عمل يضمن الكفاءة ويواكب أعداد الطلاب المتزايدة. وأشارت الجامعة إلى أنها بصدد مراجعة المقررات بعد تلقي الشكاوى لضمان الحفاظ على جودة التعليم.

يشدد خبراء التعليم على أن التفاعل المباشر بين الطلاب والأساتذة لا غنى عنه، خصوصًا لمواجهة تحديات الحياة الواقعية. وحذروا من أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يقلل من ثقة الطلاب بالجامعات ويؤثر على معدلات التسجيل في البرامج العملية والتقنية.

تجربة استخدام الذكاء الاصطناعي في الجامعات تبرز تحديًا عالميًا: كيفية الاستفادة من التكنولوجيا لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف، دون المساس بجودة التعلم والتفاعل البشري.

الحاجة اليوم واضحة لوضع سياسات واضحة وملزمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، لضمان أن يظل التعليم الجامعي مزيجًا من المعرفة التقنية والتجربة الإنسانية.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى