بيتكوين يثبت تفوقه وسط تقلبات العملات الرقمية، وفقًا لغاري جينسلر

جدد غاري جينسلر، الرئيس السابق لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، موقفه الحذر تجاه سوق العملات الرقمية، مؤكدًا أن غالبية الأصول المشفرة ما تزال محفوفة بالمخاطر وتعتمد على المضاربة، دون تقديم قيمة اقتصادية واضحة، باستثناء البيتكوين وبعض العملات المستقرة المنظمة التي وصفها بأنها الأكثر تميزًا في هذا السوق المتقلب.
وفي مقابلة مع “بلومبرغ”، أوضح جينسلر أن البيتكوين يتمتع بمكانة فريدة بين آلاف العملات الأخرى، نظرًا لشعبيته الواسعة وحجمه السوقي الكبير، فضلاً عن اعتماده المتزايد كمخزن رقمي للقيمة لدى المستثمرين حول العالم، في حين لا تزال معظم العملات الأخرى عرضة لتقلبات حادة.
وأشار جينسلر إلى أن المستثمرين في العملات البديلة غالبًا ما يشترون هذه الأصول بدافع التوقعات السعرية فقط، وليس بناءً على استخدام اقتصادي فعلي، مما يجعلها شديدة المخاطر مقارنة بالبيتكوين الذي اجتاز اختبارات السوق الصعبة واستعاد توازنه بعد انهيارات كبيرة.
وأكد أن العديد من العملات الجديدة تنطلق على أساس وعود نظرية، لكنها تفقد لاحقًا ما بين 80 و90٪ من قيمتها خلال فترات قصيرة، بينما نجح البيتكوين في الحفاظ على مكانته داخل النظام المالي الرقمي رغم موجات الهبوط المتكررة.
وتعكس تصريحات جينسلر الموقف نفسه الذي تبناه بين 2021 و2025، حين قاد حملات تنظيمية صارمة ضد منصات التداول ومشروعات العملات المشفرة في الولايات المتحدة، مع التركيز على البيتكوين بوصفه الأصل الأكثر تداولًا والأكثر تأثيرًا على السوق.
ورغم التحذيرات المتكررة، يظهر سوق العملات الرقمية اليوم علامات نضج أكبر، حيث بدأت بعض العملات البديلة في تقديم استخدامات فعلية في مجالات العقود الذكية والمدفوعات السريعة، إلا أن تقلباتها تبقى أعلى بكثير من البيتكوين، الذي يظل المرجع الأساسي لاتجاهات السوق.
ويستمر اعتماد العملات الميمية على الضجة الإعلامية، في حين يظل البيتكوين البوصلة الرئيسية للمستثمرين، حيث تتحرك غالبية العملات الأخرى صعودًا وهبوطًا وفق تحركاته.
ويعكس رأي جينسلر توجهًا عالميًا متزايدًا نحو تصنيف السوق بين أصول رقمية عالية المخاطر وأخرى أكثر رسوخًا، مع بروز البيتكوين تدريجيًا كأصل تحوطي رقمي داخل منظومة الاستثمار العالمي.




