HSBC تتوقع تثبيت الفائدة الأميركية في ديسمبر وسط مخاوف التضخم والذكاء الاصطناعي

توقع محللو بنك HSBC أن يظل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماع ديسمبر المقبل، بعد خفض محتمل، على أن تظل تكاليف الاقتراض مستقرة على مدى العامين المقبلين.

وأشار الاستراتيجيون في البنك في مذكرة حديثة إلى أن هناك “جيوباً محدودة من الضغوط التضخمية” في الاقتصاد الأميركي، فيما يمكن أن يساهم تباطؤ نمو أسعار الإيجارات في تهدئة الضغوط المالية خلال الأشهر القادمة.

وتأتي هذه التوقعات في وقت يترقب فيه المستثمرون صدور بيانات اقتصادية رئيسية تأخرت بسبب الإغلاق الحكومي الطويل، أبرزها تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، المقرر صدوره يوم الخميس، والذي يُعد مؤشراً رئيسياً لوضع سوق العمل ويؤثر بشكل مباشر على قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة.

وفي السياق ذاته، أكد محافظ الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أن البنك المركزي قد يحتاج لخفض أسعار الفائدة لتفادي مزيد من التدهور في القطاع، لكن فرص تطبيق هذا الخفض في ديسمبر تبدو أقل وضوحاً وسط تأجيل العديد من البيانات الاقتصادية الهامة، مما يجعل السيناريو المرجح هو الإبقاء على الأسعار دون تغيير حتى توفر مؤشرات ملموسة.

وأظهرت الأسواق تراجع احتمالية خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع ديسمبر إلى نحو 40%، مقارنة مع 55.4% الأسبوع الماضي، وفقاً لأداة FedWatch التابعة لـ CME.

في الوقت نفسه، حافظ محللو HSBC على موقف “المخاطرة” وركزوا على الأسهم الأميركية والأسواق الناشئة، معتبرين أن ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية يمثل الخطر الأكبر على استثماراتهم، لكن من غير المرجح أن يكون هذا الخطر حاضراً خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة.

وعلى صعيد قطاع التكنولوجيا، أكد المحللون أنهم لا يشاركون المخاوف المتزايدة بشأن ما يُعرف بـ “فقاعة الذكاء الاصطناعي”، رغم عمليات البيع الأخيرة في الأسهم التي أدت إلى تراجع المؤشرات الرئيسة في وول ستريت دون متوسطاتها المتحركة لـ50 يوماً.

ولفتوا إلى أن معظم الإنفاق على الذكاء الاصطناعي يأتي من شركات قوية مالياً وليس من شركات ناشئة مثقلة بالديون، مما يقلل من مخاطر الانفجار المفاجئ للفقاعة.

واختتم محللو HSBC حديثهم بالإشارة إلى أن الأسواق الناشئة تمثل المجال الأكبر لنمو التقييم، مع التركيز على الأسهم الهندية كأداة لتنويع الاستثمارات بعيداً عن التركز المكثف في شركات الذكاء الاصطناعي.