الصين تحشد منتجي الحديد لتعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات

كثّفت جمعية الحديد والصلب الصينية ضغوطها على منتجي خام الحديد المحليين لتسريع تنفيذ المشاريع الكبرى، في وقت تسعى فيه البلاد إلى تقليص اعتمادها على الإمدادات المستوردة التي تهيمن عليها شركات عملاقة مثل “بي إتش بي” و”ريو تينتو”.
وتأتي هذه الخطوة فيما تواجه الصين—أكبر مستهلك للحديد في العالم—تحدياً متزايداً لضمان أمن إمداداتها من هذا المورد الحيوي.
وقال شيا نونغ، نائب رئيس الجمعية، في بيان صدر مساء الاثنين، إن الجهود ستتركز على ضمان استقرار تشغيل المناجم المحلية وتعزيز إصلاح الهيكلة الإنتاجية في قطاع الصلب. ويأتي هذا التصريح عقب اجتماع عُقد نهاية نوفمبر بين الجمعية وعدد من المنتجين الصينيين والهيئات الحكومية المختصة.
تستورد الصين سنويًا ما يفوق مليار طن من خام الحديد لتلبية الطلب الهائل لصناعتها الضخمة في مجال الصلب.
ورغم إطلاق شركة حكومية تهدف إلى تعزيز نفوذ البلاد في سوق التداول العالمي وموازنة القوة مع كبار الموردين، إلا أن الإنتاج المحلي لا يزال دون المستوى المطلوب، إذ تعاني المناجم المحلية من انخفاض جودة الخام مقارنة بالمستورد.
وتشير تقديرات شركة “بي إم آي” التابعة لـ”فيتش سوليوشنز” إلى احتمال ارتفاع الإنتاج المحلي بنسبة 1% خلال عام 2025، دون تقديم رقم محدد.
وكانت جمعية الحديد والصلب قد أعلنت عام 2022 عن خطة لرفع الإنتاج المحلي إلى 370 مليون طن بحلول 2025، وهو هدف يبدو أن الصين تعمل على تكثيف الجهود لتحقيقه.
شهد الاجتماع الذي عقدته الجمعية في بكين في 28 نوفمبر حضور ممثلين عن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، إضافة إلى مسؤولي شركات رائدة بينها “باوو ريسورسز”، “أنستيل غروب ماينينغ” و”تشاينا مينميتالز”، ما يعكس اهتمامًا حكوميًا واضحًا بدعم هذا التوجه الإستراتيجي.
على صعيد الأسواق، استقرت العقود الآجلة لخام الحديد عند 103.7 دولار للطن حتى الساعة 11:24 صباحًا بتوقيت سنغافورة، إلا أنها حققت مكاسب تتجاوز 10% منذ منتصف يونيو، بينما واصلت العقود المقوّمة باليوان في بورصة داليان اتجاهها التصاعدي.
وتبرز هذه التحركات كجزء من مسعى شامل من بكين لإحكام قبضتها على سلسلة الإمداد في قطاع الحديد والصلب، في وقت يتزايد فيه الضغط على الأسواق العالمية وتشتد المنافسة بين كبار المنتجين.




