المغرب يحل رابعاً عربياً في إنتاج الشعير ويظل من كبار المستوردين

لطالما شكّل الشعير حجر الزاوية في تاريخ الزراعة والحضارات الإنسانية، حيث اكتُشف قبل نحو 10 آلاف عام في منطقة الهلال الخصيب الممتدة بين العراق وجزء من بلاد الشام.

ولم يقتصر دوره على كونه غذاءً رئيسيًا للشعوب القديمة، بل ساهم في تأسيس الحضارة الزراعية، ليصبح عنصرًا أساسيًا في موائد العراق ومصر واليونان وروما القديمة، مستمرًا في أوروبا الغربية حتى القرن السادس عشر، وفق منصة “فود برنت”.

تقدّر قيمة سوق الشعير العالمي بنحو 24.1 مليار دولار في 2024، مع توقعات بأن يرتفع إلى 32.5 مليار دولار بحلول 2033، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 3.35%، وفق تقرير مجموعة “آي إم آر سي”.

وتتصدر دول الاتحاد الأوروبي وأستراليا وروسيا الإنتاج العالمي، مستفيدة من تقنيات الزراعة الحديثة وكفاءتها في التصدير، لتستحوذ على نحو 55% من الحصة السوقية لعام 2024، بحسب وزارة الزراعة الأميركية.

من جهة أخرى، تلعب السعودية وتونس والأردن والمغرب دورًا مهمًا كمستوردين رئيسيين للشعير عالميًا، مع احتلال السعودية المركز الثالث على مستوى العالم، وفق بيانات البنك الدولي.

ويعود الطلب المتزايد إلى الاستخدامات المتنوعة للشعير في صناعات التخمير والأغذية، بالإضافة إلى تأثير التغيرات المناخية والتطور التكنولوجي وسياسات التجارة الدولية على أداء السوق.

بلغ حجم الإنتاج العالمي من الشعير في موسم 2024/2025 نحو 143.33 مليون طن، موزعة بين كبار المنتجين على النحو التالي:

• الاتحاد الأوروبي: 50.33 مليون طن (35%)

• روسيا: 16.25 مليون طن (11%)

• أستراليا: 13.27 مليون طن (9%)

• كندا: 8.14 ملايين طن (6%)

• المملكة المتحدة: 7.09 ملايين طن (5%)

• تركيا: 7 ملايين طن (5%)

• أوكرانيا: 5.8 ملايين طن (4%)

• الأرجنتين: 4.85 ملايين طن (3%)

• كازاخستان: 3.84 ملايين طن (3%)

• الولايات المتحدة: 3.13 ملايين طن (2%)

أما الإنتاج العربي، فقد جاء على الشكل التالي:

• العراق: 1.4 مليون طن (المركز 15 عالميًا)

• الجزائر وسوريا: 1.2 مليون طن لكل منهما (المركز 16)

• المغرب: 660 ألف طن (المركز 22)

• تونس: 272 ألف طن (المركز 29)

• ليبيا: 100 ألف طن (المركز 38)

• مصر: 90 ألف طن (المركز 40)

• اليمن ولبنان: 30 ألف طن لكل منهما (المركز 50)

• الأردن: 25 ألف طن (المركز 52)

تتصدر أستراليا صادرات الشعير عالميًا بقيمة 2.25 مليار دولار في 2023، تليها فرنسا وألمانيا والأرجنتين وكندا، بينما تظل أوروبا وروسيا وأستراليا المحركات الرئيسية للإنتاج والتصدير.

وعلى مستوى الاستيراد، تتصدر الصين القائمة العالمية، تليها إسبانيا والسعودية وهولندا وبلجيكا، في حين تُعد تونس والأردن أبرز المستوردين العرب.

في ظل التحديات المناخية المتصاعدة والطلب المتزايد على الأعلاف المستدامة والغذاء الصحي، يعود الشعير ليؤكد مكانته كحبة استراتيجية حيوية.

إذ يمثل هذا المحصول القديم اليوم عنصرًا محوريًا لضمان الأمن الغذائي العالمي ودعم الصناعات الغذائية، مستعيدًا دوره التاريخي في تغذية الشعوب وتعزيز اقتصادات الدول المنتجة والمستوردة على حد سواء.