ميناء الناظور غرب المتوسط يفتتح أولى صادراته بشحنة توربينات ريحية نحو أوروبا
في خطوة تؤشر على دخول مشروع ضخم مرحلة التشغيل الفعلي قبل موعده الرسمي، شهد ميناء الناظور غرب المتوسط ، انطلاق أول عملية تصدير عبر مرافقه، تمثلت في شحنة من توربينات الرياح المصنعة في معمل “أليون” الصيني المتخصص في مكونات الطاقات المتجددة بجماعة أمجاو بإقليم الدريوش.
و توجهت الشحنة نحو أحد الموانئ الأوروبية، في أول عملية من نوعها تُسجَّل عبر هذا الميناء الواعد، رغم أن أشغال البنية التحتية ما تزال في طور الاستكمال.
هذه الخطوة تبرز قدرة المغرب على تشغيل الميناء في مرحلة ما قبل الافتتاح الرسمي المرتقب نهاية السنة المقبلة، وهو ما يسمح بالاستفادة المبكرة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي للميناء عند الواجهة المتوسطية الشرقية، ودعم تدفق التجارة البحرية في منطقة تُعد من أكثر الممرات البحرية نشاطا في غرب المتوسط.
وتأتي أول عملية شحن لتوربينات الرياح في سياق يشهد فيه قطاع الطاقات المتجددة بالمغرب توسعا متسارعا، مع بروز فاعلين صناعيين دوليين استقروا بالمملكة لإنتاج مكونات استراتيجية موجهة للتصدير.
ويعكس ذلك توجه المغرب نحو تموقع أقوى داخل سلاسل القيمة العالمية المرتبطة بالطاقات النظيفة.
وحسب مصادر من داخل المشروع، يُتوقع أن تتواصل عمليات التصدير بوتيرة منتظمة خلال الأسابيع المقبلة، بالتزامن مع قرب إعلان الطاقة الإنتاجية النهائية لمصنع “أليون” وبرنامج الشحن الطويل المدى، مما يؤكد إرادة الشركة في تعزيز حضورها داخل السوق الأوروبية.
ويمثل ميناء الناظور غرب المتوسط أحد أكبر المشاريع الهيكلية التي يُرتقب أن تغيّر الخريطة اللوجستية والصناعية للجهة الشرقية.
وقد صُمم ليستوعب مئات الآلاف من الحاويات سنويا، مزودا بأرصفة عميقة، ومناطق صناعية حديثة، وفضاءات لوجستية من الجيل الجديد، ما يجعله منصة محورية لربط إفريقيا بأوروبا وتعزيز تنافسية الصادرات المغربية.
