أكسيونا تسعى لتمويل أوروبي لمشروع طموح للهيدروجين الأخضر بالمغرب

فتحت شركة “أكسيونا” الإسبانية، إحدى الشركات الرائدة في قطاع الطاقات المتجددة، قنوات تواصل أولية وغير رسمية مع المديرية العامة للاتحاد الأوروبي لشؤون شمال إفريقيا وبنك الاستثمار الأوروبي، لاستكشاف خيارات تمويل محتملة لمشروع ضخم للهيدروجين الأخضر في المغرب.

وتأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية الشركة لتأمين دعم مالي أوروبي يعزز الجدوى الاقتصادية لمبادرتها، التي قد تصبح من أكبر استثماراتها خارج إسبانيا في مجال الهيدروجين ومشتقاته، في وقت يواصل المغرب تعزيز ديناميته لتطوير قطاع الطاقات المتجددة، بهدف رفع نسبة مساهمة هذه الطاقات إلى 52٪ من إجمالي الإنتاج الطاقي بحلول 2030.

ويندرج المشروع ضمن ست مبادرات كبرى اختارتها الرباط لعام 2025، موزعة على جهات العيون الساقية الحمراء، الداخلة وادي الذهب، وكلميم واد نون، باستثمارات أولية تقدّر بحوالي 30 مليار يورو.

ويشارك في أحد هذه التحالفات، المسمى “أورنكس”، كل من “أكسيونا” وشركة “نورديكس” المتخصصة في توربينات الرياح، وشركة “أورطس” الأمريكية، مع تركيز خاص على إنتاج الأمونيا الخضراء، وسيلة فعالة لنقل الهيدروجين المتجدد لمسافات طويلة وتزويد الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، من أسمدة إلى وقود النقل البحري، بما يخدم التوجه نحو الأسواق الأوروبية في المستقبل.

وتتماشى هذه المشاريع مع استراتيجية الاتحاد الأوروبي “REPowerEU” التي أطلقتها المفوضية في مايو 2022 لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتحديد هدف إنتاج 10 ملايين طن من الهيدروجين المتجدد داخلياً، إلى جانب كميات مماثلة من الواردات بحلول 2030.

وفي هذا الإطار، تسعى “أكسيونا” إلى دراسة إمكانية الحصول على تمويل ميسر من بنك الاستثمار الأوروبي، ما قد يخفف الأعباء المالية من خلال معدلات فائدة منخفضة وآجال سداد أطول، بما يتوافق مع نهج البنك في دعم المشاريع الحيوية للانتقال الطاقي.

وحسب المعطيات المتوفرة، فإن التواصل الحالي يقتصر على تبادل أولي للمعلومات دون فتح ملف رسمي أو تقديم طلب قرض، لكن خيار اللجوء إلى بنك الاستثمار الأوروبي يبقى الأكثر واقعية مقارنة بآليات المفوضية الأوروبية، مثل برامج “Global Gateway” أو “EFSD+”، التي تهدف إلى استقطاب الاستثمارات الخاصة في الدول الشريكة.

وسجّلت المفوضية الأوروبية اجتماعاً عقد في بروكسل يوم 30 سبتمبر الماضي، قدّمت خلاله “أكسيونا” عرضاً أولياً للإسباني فرانسيسكو خواكين غاستيلو، المدير العام لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج، لتقييم مدى أهلية المشروع للتمويل الأوروبي وضمانات تسهّل لاحقاً طلب القروض، خاصة مع موقعه في الأقاليم الجنوبية، حيث اتفق الطرفان على استمرار النقاش وإشراك بنك الاستثمار الأوروبي لإعداد طلب رسمي إذا قررت الشركة المضي قدماً.