العملات

الين على وشك تسجيل أسوأ أداء شهري منذ يونيو 2022

تراجع الين الياباني بالسوق الأسيوية يوم الأربعاء مقابل سلة من العملات العالمية ، ‏ليواصل خسائره لليوم الثاني على التوالي مقابل الدولار الأمريكي ،على وشك تسجيل ‏أسوأ أداء شهري منذ يونيو 2022 ،بسبب تصاعد المخاوف حيال استمرار الفجوة الكبيرة ‏فى أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة لفترة أطول مما كان متوقعًا فى ‏السابق.‏

فمع انحسار الضغوط التضخمية على البنك المركزي الياباني ، أصبحت الأسواق حاليًا ‏أكثر اقتناعًا حول استمرار السياسة النقدية فائقة السهولة وأسعار الفائدة السلبية ‏لأطول فترة هذا العام فى اليابان.‏

فى المقابل أدت سلسلة من البيانات الاقتصادية القوية فى الولايات المتحدة وتعليقات ‏أكثر عدوانية لمسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تراجع احتمالات خفض أسعار ‏الفائدة الأمريكية فى وقت مبكر هذا العام.‏

ارتفع الدولار مقابل الين بنسبة 0.15% إلى (147.82 ين) ، من سعر افتتاح ‏تعاملات اليوم عند (147.60 ين)، و سجل أدنى مستوى عند (147.19 ين).‏

فقد الين يوم الثلاثاء نسبة 0.1% مقابل الدولار ،فى ثالث خسارة فى غضون الأربعة أيام ‏الأخيرة ،بسبب صدور بيانات أفضل من التوقعات فى الولايات المتحدة.‏

على مدار تعاملات يناير ،والتي تنتهي رسميًا عند تسوية الأسعار اليوم ، فالعملة اليابانية ‏‏” الين” منخفضة حتى اللحظة قرابة 5.0% مقابل العملة الأمريكية ” الدولار”على وشك ‏تسجيل أول خسارة شهرية فى غضون الثلاثة أشهر الأخيرة ،وبأكبر خسارة شهرية منذ ‏يونيو 2022‏.

تمسك بنك اليابان بموقفه المتشائم ،والذي يتعارض مع السياسات النقدية المتشددة ‏التي اتخذها أقرانه على مستوى العالم خاصة مجلس الاحتياطي الفيدرالي ،أدى إلى ‏اتساع فجوة أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة إلى 560 نقطة أساس.‏

تلك الفجوة التي جعلت عائدات اليابان المنخفضة من العملة هدفًا سهلاً للبائعين على ‏المكشوف وتمويل الصفقات ،الأمر الذي أدي إلى استمرار ضعف الين ،والذي فقد أكثر ‏من 28% منذ أن بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي فى رفع أسعار الفائدة بسرعة لمكافحة ‏التضخم المرتفع فى مارس 2022.‏

تماشيًا مع التوقعات ،قرر البنك المركزي الياباني الأسبوع الماضي ،عدم إجراء أي تغييرات ‏على أدوات السياسة النقدية التيسيرية فائقة السهولة ، والإبقاء على أسعار الفائدة ‏دون تغيير عند المستوي القياسي سالب 0.1%.

وقال البنك المركزي الياباني:أن فرص تحقيق معدل تضخم مستدام بنسبة 2% تتزايد ‏تدريجيًا ، واستمرار التحفيز النقدي بهدف التكيف مع التطورات ،وأي خطوات تيسيرية ‏إضافية ممكنة إذا لزم الأمر.‏

ويتوقع مجلس إدارة بنك اليابان المركزي تراجع متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي ‏الحقيقي إلى معدل 1.8% للعام المالي 2023 من معدل 2.0% توقعات أكتوبر الماضي.‏

وبالنسبة للتضخم ،أبقي بنك اليابان على توقعات مؤشر أسعار المستهلك الأساسي ‏للعام المالي 2023 عند 2.8% طبقًا للتوقعات السابقة فى أكتوبر الماضي ،وخفض ‏توقعات التضخم للعام المالي 2024 إلى 2.4% من 2.8% ،ورفع توقعات التضخم للعام ‏المالي 2025 إلى 1.8% من 1.7%.‏

بيانات أسعار المستهلكين والأجور الصادرة مؤخرًا فى طوكيو ،توضح انحسار الضغوط ‏التضخمية على صانعي السياسة النقدية اليابانية ،وهو ما دفع بنك اليابان إلى الإبقاء ‏على توقعات التضخم لعام 2023 دون تغيير ،وخفض توقعات التضخم على مدار هذا ‏العام.‏

تلك التطورات أدت إلى زيادة اقتناع الأسواق أن أسعار الفائدة اليابانية ستستمر فى ‏المنطقة السلبية لأطول فترة ممكنة هذا العام ،وقد تستمر كذلك إلى العام المقبل إذا ‏استمر الضغوط التضخمية فى الانحسار.‏

تشير العقود الآجلة لأسعار الفائدة الأمريكية إلى احتمال بنسبة 43٪ تقريبًا لخفض سعر ‏الفائدة الفيدرالي بنحو 25 نقطة في مارس، بانخفاض من 73٪ في بداية العام.‏

وهذا الانخفاض الواسع سببه الأساسي توالي البيانات الاقتصادية القوية فى الولايات ‏المتحدة ، والتي توضح مدى المرونة التي يتمتع بها أكبر اقتصاد فى العالم ،وقلصت ‏المخاوف من الدخول فى دائرة الركود.‏

كما عبر عدد من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن التمسك بأسعار الفائدة ‏الأمريكية ” مرتفعة” لأطول فترة ممكنة حتى يتحقق مستهدف التضخم على المدى ‏المتوسط عند 2% ، و أشاروا إلى عدم التعجل فى إجراء تخفيضات الفائدة قبل الحصول ‏على أدلة قوية حول انحسار الضغوط التضخمية فى البلاد.‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى