المغرب يرسّخ موقعه كمستورد رئيسي للديزل الروسي رغم العقوبات الغربية

في ظل استمرار الاضطرابات الجيوسياسية وتقلّبات سوق الطاقة العالمية، واصلت المملكة المغربية تعزيز حضورها ضمن أبرز الوجهات المستوردة للديزل الروسي خلال شهر أكتوبر، وفقاً لمعطيات حديثة صادرة عن مجموعة LSEG (بورصة لندن للأوراق المالية).
وأشارت البيانات إلى أن حجم صادرات روسيا من الديزل بلغ نحو 2.37 مليون طن خلال الشهر المذكور، رغم استمرار القيود والعقوبات المفروضة على موسكو من قبل الدول الغربية.
ورغم تراجع صادرات المنتجات النفطية المكررة بنسبة 4% مقارنة بشهر شتنبر، حافظ المغرب على موقعه ضمن أهم الأسواق النشطة التي تستقبل الشحنات الروسية، إلى جانب تونس والسنغال وليبيا.
وتسعى روسيا، في ظل القيود الأوروبية المتزايدة، إلى إعادة توجيه صادراتها نحو أسواق جديدة في إفريقيا وآسيا، وهو ما أتاح للمغرب فرصة تعزيز تنويع مصادره من المحروقات وضمان استقراره الطاقي.
كما أظهرت التقارير أن جزءاً من هذه الشحنات يتم عبر مسارات بحرية معقدة تشمل عمليات تحويل وتفريغ في عرض البحر قرب سواحل قبرص واليونان وميناء بورسعيد المصري، في محاولة للتحايل على القيود الأمريكية المفروضة على قطاع الطاقة الروسي.
وفي المقابل، رفعت تركيا وارداتها من الديزل الروسي بنسبة 1% لتصل إلى نحو مليون طن، ما يعكس استمرار الطلب القوي على المنتجات النفطية الروسية في عدد من الأسواق الإقليمية.
وتشير المعطيات ذاتها إلى أن حوالي 100 ألف طن من الديزل الروسي الذي تم شحنه في أكتوبر لم تُحدد وجهته النهائية بعد، في دلالة على تعقيد مسارات التجارة وازدياد اعتماد موسكو على قنوات نقل غير مباشرة.
ويأتي استمرار المغرب في استيراد الديزل الروسي في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى تعزيز الأمن الطاقي وتنويع الإمدادات، بما يعزز مكانته كمحور طاقي متنامٍ في منطقة البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا، وسط مشهد عالمي يتّسم بتقلبات حادة ومنافسة متزايدة على موارد الطاقة.




