الاقتصادية

الصين تتقدم في رقاقات الذكاء الاصطناعي لكنها تواجه عقبات تصنيعية كبرى

حققت الصين خطوات ملحوظة في تصميم الرقائق المتقدمة، إلا أن تحديات هيكلية لا تزال تعيق قدرتها على منافسة الولايات المتحدة في تصنيع أشباه الموصلات على المدى القريب، وفقاً لتحليل صادر عن شركة Alpine Macro.

يشرح الاستراتيجي نوح راموس أن “التنبؤ بالابتكارات في صميم تكنولوجيا التصنيع المتقدمة أمر شبه مستحيل”، على الرغم من أن الفجوة بين الصين والولايات المتحدة بدأت تضيق في بعض مجالات الذكاء الاصطناعي.

وعلى الرغم من أن شركة هواوي تمكنت من مضاهاة قدرات Nvidia تقريباً في تصميم الرقائق، فإن راموس يشير إلى أن الصين لا تزال تواجه قيوداً كبيرة في الإنتاج على نطاق واسع بسبب تعقيدات تقنية الليثوغرافيا. بمعنى آخر، حتى لو صممت هواوي رقاقة بدقة 3 نانومتر، فإنها لن تتمكن من إنتاجها بكميات كبيرة.

ويرى راموس أن هذا التقدم البطيء في تصنيع الرقائق قد أعطى الولايات المتحدة شعوراً بالاطمئنان فيما يتعلق بدعم البنية التحتية الأوسع للذكاء الاصطناعي، مثل شبكات الطاقة والمكونات الروبوتية.

على صعيد النظام الكامل، تؤكد Alpine Macro أن الصين تتقدم بسرعة أكبر مما يتوقع كثيرون. فعلى الرغم من تفوق رقاقة GB300 من Nvidia على رقاقة Ascend 910C من هواوي في الأداء والكفاءة، فإن تكاليف الكهرباء المنخفضة في الصين وشبكة الطاقة الكبيرة ونموذج الدعم الحكومي تساعدها على التعويض جزئياً عن أوجه القصور في الرقائق الفردية.

كمثال، قامت هواوي بنشر حوالي خمسة أضعاف عدد رقائق Ascend لتعادل قوة حوسبة Nvidia، وإن كانت هذه الخطوة تزيد تكلفة الطاقة لكل وحدة بنسبة تصل إلى 50٪.

تشكل ضوابط التصدير عقبة رئيسية، إلا أن راموس يرى أن قدرات الهندسة العكسية وأولوية الأمن القومي لبناء منظومة ذكاء اصطناعي مكتفية ذاتياً، قد تسرع من وتيرة تقارب الصين مع الولايات المتحدة.

وتظل تقنية الليثوغرافيا نقطة الضعف الأكبر، حيث بدأت الصين حديثاً إنتاج أدوات DUV محلية ولم تصل بعد إلى إنتاج أنظمة EUV المتقدمة.

من جهة سياسية، يشير راموس إلى أن أي تغييرات في السياسات خلال إدارة ترامب، مثل الموافقة المحتملة على صادرات رقائق H20 إلى الصين أو اتفاقية “المعادن النادرة مقابل السيليكون”، قد تشكل نقاط تحول مهمة تؤثر على مسار المنافسة.

يرى راموس أنه “سيكون من المفاجئ أن تفقد الولايات المتحدة تفوقها بالكامل بحلول نهاية العقد”، لكن استراتيجية الصين القائمة على الكمية يمكن أن تقلص فجوة الأداء بشكل ملحوظ.

وأضاف أن “ميزة الولايات المتحدة تتراجع”، محذراً المستثمرين من مراقبة تأثير استراتيجية “الكمية مقابل الجودة” مع استمرار بكين في توسيع منظومة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى