النحاس يرتد صعودًا بعد أطول سلسلة خسائر منذ يوليو وسط تقلبات الأسواق العالمية
سجّل النحاس ارتفاعًا طفيفًا في تعاملات اليوم الأربعاء، لينهي موجة خسائر استمرت خمس جلسات متتالية، بعد أن تعرض لضغوط بيعية حادة منذ بلوغه مستوى قياسيًا أواخر أكتوبر الماضي.
ويأتي هذا الارتداد في وقت تشهد فيه الأسواق المالية العالمية تراجعًا في شهية المخاطرة نتيجة اضطرابات أسواق الأسهم وتزايد قوة الدولار الأمريكي.
وأفادت بيانات بورصة لندن للمعادن (LME) أن خمسة من أصل ستة معادن صناعية واصلت تراجعها خلال التداولات الآسيوية المبكرة، في حين يُعدّ تسلسل خسائر النحاس الأطول منذ يوليو الماضي، مما يعكس ضعف الإقبال الاستثماري على السلع الأساسية في المرحلة الراهنة.
وكان المعدن الأحمر قد سجل قفزة قوية الأسبوع الماضي بدعم من التفاؤل حيال صفقة تجارية محتملة بين الولايات المتحدة والصين، إضافةً إلى المخاوف المتعلقة بنقص الإمدادات من بعض المناجم العالمية. إلا أن هذه المكاسب سرعان ما تراجعت مع عودة الحذر إلى الأسواق وسط شكوك حول استدامة النمو العالمي وتقييمات الأسهم المرتفعة.
كما ساهمت حالة الغموض بشأن مسار السياسة النقدية الأمريكية في زيادة الضغوط على أسعار السلع، إذ أدى تزايد التوقعات بتباطؤ وتيرة خفض الفائدة إلى تعزيز قوة الدولار، ما جعل المعادن المقومة به أقل جاذبية للمستثمرين الدوليين.
وفي أحدث التعاملات، انخفض سعر النحاس بنسبة 0.4% إلى 10,625 دولارًا للطن بحلول الساعة 10:07 صباحًا بتوقيت شنغهاي، ليتراجع بنحو 5% عن ذروته المسجلة في 29 أكتوبر عند 11,200 دولار للطن. كما شهدت المعادن الأخرى أداءً متباينًا، حيث تراجع الألمنيوم بنسبة 0.4% والزنك بنسبة 0.5%، فيما انخفضت عقود خام الحديد في سنغافورة بالنسبة ذاتها.
أما في الأسواق الأمريكية، فقد أظهرت العقود الآجلة للنحاس تسليم ديسمبر بعض التعافي، مرتفعةً بنسبة 0.1% إلى 4.95 دولار للرطل في تمام الساعة 15:16 بتوقيت غرينتش، في إشارة إلى أن عمليات الشراء المحدودة قد تعيد بعض التوازن المؤقت إلى السوق بعد سلسلة الخسائر الأخيرة.
