بركة: الفساد يتفاقم والقيم الوطنية تحتاج إلى مراجعة.. الشباب قلب التنمية المستقبلية

أكد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، أن ظاهرة الفساد في المغرب لم تتراجع، بل ازدادت خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن عدد المتابعات القضائية في هذا المجال خلال الأربع سنوات الماضية وصل إلى رقم قياسي غير مسبوق، شملت برلمانيين ومنتخبين وقضاة وموظفين في مؤسسات الدولة.

وجاءت تصريحات بركة خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات ملتقى الميزان للشباب 2.0، الذي جمع أكثر من 1500 شابة وشاب من مختلف جهات المملكة، بحضور وزراء الحزب وأعضاء اللجنة التنفيذية.

وأوضح الأمين العام أن الفساد رغم محاصرته من مؤسسات المراقبة والزجر، يستمر بسبب خلل في منظومة القيم، مؤكداً أن “المعقول أصبح أقل نجاحاً فيما المفسدون يحظون بالتقدير”.

ودعا بركة إلى مراجعة القيم الوطنية والعودة إلى القيم الإسلامية الأصيلة كأساس للنزاهة والعدالة في المجتمع.

كما شدد على أهمية محاربة ثقافة الهمزة والوصولية والفراقشية، واصفاً هذه الممارسات بأنها تهدد استقرار الوطن وتفقد المواطنين ثقتهم في مؤسسات الدولة، مؤكداً أن حزب الاستقلال سيستمر في مواجهة هذه المظاهر بكل حزم ومسؤولية.

وفي كلمته أمام الشباب، وصف بركة الجيل الجديد بأنه “جيل الفتح المبين”، مستشهداً بالآية الكريمة التي استند إليها الملك محمد السادس في خطاباته: “إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً”، مضيفاً أن المغرب ينتقل من مرحلة الدفاع والترافع إلى مرحلة البناء والسيادة والريادة.

ودعا الشباب إلى الانخراط بثقة في مسار التنمية الوطنية، والمشاركة في الحكم الذاتي، الاقتصاد الأخضر، الذكاء الصناعي، والعدالة الاجتماعية، مؤكداً أن “الزمن اليوم هو زمن الشباب والمبادرة لا الانتظار”.

واختتم الملتقى، الذي ترأس جلسته الختامية الأمين العام، بتوصيات عملية ستشكل أرضية “ميثاق الشباب” الذي سيقدمه الحزب في 11 يناير 2026، تزامناً مع الذكرى الـ82 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.

كما تميز الحدث بمبادرة “مقهى السياسات التفاعلي”، التي جمعت الشباب مع وزراء الحزب في حوار مباشر وصريح حول القضايا الوطنية الراهنة، في تجربة تهدف إلى ترسيخ الثقة بين الشباب وصنّاع القرار وإحياء المدرسة الاستقلالية القائمة على الإنصات والتفاعل وربط المسؤولية بالمحاسبة.