Agora.. مدرسة هولندية تمنح الطلاب حرية التعلم والابتكار بعيدًا عن القوالب التقليدية

في منطقة روموند الهولندية، تأسست مدرسة “أجورا” عام 2014 كاختبار تعليمي فريد، حيث بدأت بتعليم ثلاثين طالبًا فقط ضمن إطار مدرسة تقليدية، قبل أن تتوسع لاحقًا إلى فروع متعددة حول هولندا.
ما يميز هذه المدرسة هو تركيزها على الطلاب وإعطاؤهم الحرية الكاملة في إدارة رحلتهم التعليمية بعيدًا عن الصفوف الدراسية التقليدية والمناهج الجامدة.
تخلو “أجورا” من الفصول الدراسية المعتادة، وتعتمد بدلاً من ذلك على مشاريع جماعية وفردية، وتدريب شخصي، واجتماعات منتظمة بين الطلاب والمدربين لتخطيط مسار التعلم. الهدف هو تعزيز شغف الطلاب، وتحفيزهم على الاكتشاف والتجربة بدل التركيز على الدرجات والاختبارات فقط.
يلعب المدربون في “أجورا” دور الموجهين أكثر من كونهم معلمين تقليديين، حيث يركزون على بناء ثقة الطلاب بأنفسهم وتشجيعهم على التعلم من الأخطاء. وفي المقابل، يختار الطلاب تحدياتهم وأهدافهم بأنفسهم، ويحددون ما يريدون تعلمه طوال العام الدراسي.
تستقبل المدرسة طلابًا تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا، وتعيد تعريف التعليم من خلال الاهتمام بمواهبهم واهتماماتهم، مع منحهم الحرية لتحديد مسارهم التعليمي. بدلاً من تقسيم الطلاب بحسب أعمارهم، يتم تنظيمهم في مجموعات تدريب متنوعة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات.

تتيح “أجورا” جداول زمنية مرنة للطلاب، لكنها لا تتخلى عن المعايير التعليمية الوطنية، حيث تلتزم المدرسة بتغطية المناهج الهولندية الأساسية لضمان تأهيل الطلاب للاختبارات الوطنية.
كما أوضح مدير المدرسة “روب هوين” أن الإدارة استفادت من الهوامش القانونية المتاحة لتوفير بيئة تعليمية أكثر حرية وابتكارًا.
يوصف “أجورا” بأنها متحف حي للتعلم، حيث يمكن للطلاب تجربة كل شيء بأيديهم، من المشاريع الفردية إلى رحلات استكشافية، والعمل في ورش متعددة تشمل النجارة والمعادن والخياطة وغرف الاختراعات، بالإضافة إلى مكتبة غنية بالكتب والمراجع.
وفقًا لمجلة “ديداكتيف” الهولندية، أظهرت المدرسة نتائج إيجابية، حيث حصل 89% من طلابها في 2023 على شهاداتهم بالمستوى المتوقع أو أعلى. وحتى قبل جائحة “كوفيد-19″، خضع طلاب المدرسة لمجموعة محدودة فقط من الاختبارات الوطنية، ما يؤكد فعالية نهج التعلم التجريبي.
نجحت “أجورا” في تقديم نموذج بديل للتعليم التقليدي، يمنح الطلاب حرية الاكتشاف والتجربة، ويشجعهم على الابتكار والإبداع. هنا، لا تُقاس المعرفة بالدرجات، بل بالشغف والممارسة والخبرة الحقيقية.




