فول الصويا الأميركي يقفز لأعلى مكاسبه في أربع سنوات بدعم من اتفاق تجاري جديد مع الصين
حققت عقود فول الصويا في بورصة شيكاغو قفزة قوية خلال شهر أكتوبر، مسجلة ارتفاعاً بأكثر من 10%، في أفضل أداء شهري منذ نحو أربع سنوات، بعد إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى هدنة تجارية جديدة مع الصين تتضمن زيادة بكين لمشترياتها من المحصول الأميركي.
وأعلن ترامب، في تصريحات يوم الخميس، أنه اتفق مع نظيره الصيني شي جين بينغ على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة، مقابل تعهد الصين بتشديد الرقابة على تجارة الفنتانيل غير المشروعة، واستئناف استيراد فول الصويا الأميركي، مع الحفاظ على تدفق صادرات العناصر الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة.
وكشف وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن الصين التزمت بشراء 12 مليون طن متري من فول الصويا حتى يناير المقبل، على أن ترفع الكميات إلى 25 مليون طن سنوياً خلال السنوات الثلاث اللاحقة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الثقة التجارية بين البلدين.
ورحّب المزارعون الأميركيون بهذا التطور، بعد سنوات من ضعف الطلب وارتفاع تكاليف الإنتاج التي أثقلت كاهلهم، حيث كانت الصين – أكبر مستورد عالمي لفول الصويا – قد اتجهت إلى الأسواق في أميركا الجنوبية لتلبية احتياجاتها في ظل الرسوم الجمركية المرتفعة على الصادرات الأميركية.
إلا أن الخبراء والمتعاملين في السوق حذروا من أن الضبابية ما تزال قائمة بشأن الجدول الزمني لتنفيذ هذه المشتريات، إذ لم تُسجل بعد صفقات كبيرة على أرض الواقع.
وقال آرلان سودرمان، كبير الاقتصاديين في شركة StoneX، إن هناك حاجة لتوضيح ما إذا كانت الكميات المعلنة إجمالية للعام الحالي أم إضافية، موضحاً أن الصين تميل عادة إلى الاعتماد على الأعوام التقويمية بدلاً من التسويقية في حساباتها التجارية.
وفي الوقت ذاته، تواصل حالة عدم اليقين بشأن حجم محصول الذرة الأميركي الضغط على الأسواق الزراعية، مع اقتراب موسم الحصاد من نهايته وتباين التقديرات حول إنتاج هذا العام.
أداء الحبوب في البورصات:
الذرة: ارتفعت العقود الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 0.2% لتغلق عند 4.31 دولار للبوشل.
فول الصويا: صعدت عقود نوفمبر بنسبة 0.8% لتسجل 10.99 دولار للبوشل، مقتربة من أعلى مستوى لها في 15 شهراً.
القمح: أنهى جلسة الجمعة مرتفعاً بنسبة 1.8% عند 5.34 دولار للبوشل، وسط توقعات بتحسن الطلب العالمي على الحبوب.
وبهذا، يختتم شهر أكتوبر بأداء قوي لأسواق السلع الزراعية، مدفوعاً بتجدد التفاؤل التجاري بين واشنطن وبكين، ما يعيد الأمل إلى المنتجين الأميركيين بعد فترة طويلة من الضغوط.
