اقتصاد المغربالأخبار

المرأة القروية بالمغرب تقود دينامية تعاونية متجددة وتعزز الاقتصاد الاجتماعي

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة القروية، سلط مكتب تنمية التعاون (ODCO) الضوء على الزخم المتنامي لريادة الأعمال النسائية الجماعية بالمغرب، مع تسجيل ارتفاع مشاركة النساء في الحركة التعاونية بنسبة 6% خلال سنة 2025، ما يعكس دور المرأة كفاعل اقتصادي محوري، خصوصاً في المناطق القروية، ويسهم في تعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالمملكة.

وأوضح المكتب أن عدد التعاونيات النسائية بلغ 7891 تعاونية تضم أكثر من 73 ألف منخرطة، نصفهن تقريباً في الوسط القروي.

ويصل إجمالي النساء الفاعلات في هذا القطاع إلى 267 ألفاً و953 امرأة، بنسبة 61% من المناطق القروية، مما يعكس أهمية المرأة في الدينامية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب.

ولم تعد التعاونيات النسائية تقتصر على القطاعات التقليدية مثل الخياطة والتطريز وتربية المواشي، والتي تمثل اليوم 28% من المبادرات، بل توسعت لتشمل مجالات مبتكرة تشمل التحويل الغذائي، والسياحة الإيكولوجية والقروية، والطاقة المتجددة، والاقتصاد الدائري، والفلاحة البيولوجية.

ويعزى هذا التقدم إلى جهود مكتب تنمية التعاون في تمكين النساء اقتصادياً، عبر تسهيل الولوج إلى التكوين، والأسواق، والتمويل، والمواكبة التقنية.

كما دعمت الشراكات مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والجامعات، والجماعات الترابية فرص اندماج المرأة اقتصادياً واجتماعياً. وبين 29 شتنبر و17 أكتوبر 2025، نظم المكتب ثلاثة عشر لقاءً جهوياً شارك فيها 573 شخصاً، من بينهم 489 سيدة، مع هيمنة للشابات المتخرجات من مراكز التكوين القروية، ما يعكس بروز جيل جديد من الفاعلات التعاونيات.

رغم هذه الإنجازات، تواجه التعاونيات النسائية تحديات متعددة، أبرزها التركيز على القطاعات التقليدية ذات العائد المحدود، وصعوبة الوصول إلى التمويل والصفقات العمومية، خصوصاً في المناطق النائية.

كما يبرز الحاجة إلى برامج تكوين مستمرة في الإدارة، والتسويق الرقمي، والاستثمار في القطاعات المبتكرة لضمان استدامة هذه المبادرات وتعزيز تنافسيتها، مع ضرورة معالجة الفوارق الجهوية عبر مبادرات ميدانية موسعة.

وتستند هذه الدينامية إلى إرث متأصل من التضامن القروي، حيث تعاونت النساء تاريخياً في الأعمال الزراعية ومواسم الحصاد وأنظمة الادخار الجماعي. ويعمل مكتب تنمية التعاون على تطوير هذا التقليد ومواءمته مع الاحتياجات الاقتصادية الحديثة، ليصبح بإمكان المرأة القروية اليوم قيادة مشاريع مبتكرة وخلق فرص شغل ضمن مجتمعاتها المحلية.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى