سيلا أتلانتيك..حلم نقل الطاقة النظيفة من المغرب إلى ألمانيا يواجه عقبات كبرى

أثار مشروع “سيلا أتلانتيك”، الذي يهدف إلى نقل 26 تيراواط/ساعة من الكهرباء النظيفة سنويًا من المغرب إلى ألمانيا عبر أطول كابل بحري في العالم، جدلاً واسعًا بين خبراء الطاقة، الذين يرون أن فرص نجاحه تبقى محدودة رغم الطموحات الكبيرة.
المشروع، الذي تقوده الشركة البريطانية “إكس لينكس” بتكلفة تقدر بين 30 و40 مليار يورو، يواجه معضلات اقتصادية وتقنية حقيقية، إذ يغطّي فقط نحو 5٪ من استهلاك ألمانيا للكهرباء، ما يطرح تساؤلات حول جدواه الاقتصادية مقابل الاستثمار الضخم المطلوب.
يؤكد الدكتور دريد عبدالله، خبير الطاقة، أن الطلب على الكهرباء في ألمانيا ظل مستقرًا، بل شهد انخفاضًا في بعض القطاعات الصناعية، ما دفع الحكومة إلى تعديل الأسعار.
ويشير عبدالله إلى أن تحول ألمانيا إلى مستورد صافٍ للكهرباء منذ 2023 يعكس فروقات تشغيلية تجعل الاستيراد أحيانًا أكثر اقتصادية، لكنه لا يشير إلى ضعف البنية التحتية المحلية.
ويصف المشروع بأنه “خيار إضافي” يحتاج إلى ضمانات تمويل والتزام طويل الأمد، معتبراً أن تكلفته المرتفعة تعرضه لمخاطر تقنية وجيوسياسية متعددة.
على الرغم من أن ألمانيا تنتج حاليًا ما بين 57٪ و60٪ من كهربائها من مصادر متجددة، توضح البيانات أن محطات الغاز تمثل الركيزة الأساسية لاستقرار الشبكة، بحسب الخبير عبدالصمد ملاوي.
فقد زاد إنتاج محطات الغاز في 2025 بنسبة 20٪ لتعويض تقلبات مصادر الطاقة المتجددة، ما يبرز تحديات الاعتماد على الكهرباء المستوردة لضمان الاستقرار.
ويقدر ملاوي فرص نجاح المشروع بـ40-50٪، مشددًا على أن غياب الدعم الحكومي وآلية تسعير طويلة المدى يمثل عقبة رئيسية، خاصة في ظل انتظار الإعلان الرسمي عن تفاصيل المشروع.
من جانبها، تحذر المهندسة جيسيكا عبيد، مستشارة السياسات العامة للكهرباء، من إمكانية فشل المشروع في حال غياب التمويل الضخم والالتزام السياسي الواضح. وتوضح أن نجاح “سيلا أتلانتيك” يعتمد على:
-
تأمين مليارات الدولارات من التمويل.
-
التفاوض على التصاريح والحقوق البحرية عبر ولايات قضائية متعددة.
-
إدارة التوازن المحلي لتجنب الاحتجاجات في حال الشعور بأن التصدير يؤثر على موثوقية الكهرباء المحلية.
ويخلص الخبير أمين بنونة إلى أن المخاطر الأساسية للمشروع تكمن في “الاستثمار الضخم في خط بحري يمتد آلاف الكيلومترات مقابل عائد محدود يغطي 5٪ فقط من احتياجات ألمانيا”.




